تتمتع منصة تيك توك بشهرة واسعة بفضل محتواها العمودي القصير والذي لاقى رواجاً هائلاً بعد أن جاء بأسلوب جديد لعرض المحتوى المصور وأساليب التقاطه، ومع ذلك، يبدو أن مميّزات تيك توك الجديدة ستوجّهها نحو تحول استراتيجي آخر، يهدف إلى توسيع نطاق محتواها من خلال تشجيع صنّاع المحتوى على استكشاف عالم الفيديوهات الأفقيّة الطويلة.
أشار بعض صنّاع المحتوى على تيك توك إلى استلامهم رسالة تحفيزيّة من الشركة نفسها، تدعوهم لنشر مقاطع فيديو أفقيّة تزيد عن دقيقة واحدة، وذلك بعد العديد من الوعود التي قدّمتها المنصة بتعزيز هذه المقاطع خلال 72 ساعة من نشرها، ممّا يتيح زيادة فرص ظهورها على المقترحات ومن خلال الخوارزمية.
توضّح الشروط والأحكام لأدوات تيك توك الجديدة أنه على صنّاع المحتوى أن يكونوا قد استخدموا تيك توك لأكثر من ثلاثة أشهر لتحقيق الفائدة الأكبر، والحصول على الانتشار الذي تعدهم به، إلى جانب الاستثناء الأكثر أهمّية الذي يجب عليهم تجنّبه، وهو الإعلانات ومقاطع الفيديو من الأحزاب السياسية.
يعدّ التحول إلى التركيز على الفيديوهات الأفقية عبر مميزات تيك توك الجديدة تغييراً كبيراً بالنسبة لتيك توك التي اعتادت على محتوى الفيديو القصير العمودي، وهذه الخطوة والتحفيز الذي صرّح به الكثيرون من روّاد المنصّة، توضّح بما لا يقبل الشك أنّ التحدّي للمنصة الأقدم والأكثر تخصصّاً “يوتيوب” أصبح ظاهراً للعيان، ولا يزال في خطواته الأولى.
بحسب آراء المراقبين، تواجه تيك توك تحّديات جمّة في تغيير عادات المشاهدة للمستخدمين الذين اعتادوا على الفيديوهات القصيرة، وقد يكون التحدّي لجذب صنّاع المحتوى من منصات أخرى أكثر صعوبة، خاصةً مع وجود عروض أكثر جاذبية من يوتيوب أو لربما بحكم العادة التي أصبحت مزروعة بمستخدميه واعتمادهم الكلّي عليه.
قد تفتح هذه الخطوة الباب على مصراعيه أمام تنوّع أكبر في محتوى تيك توك وزيادة جاذبية المنصّة لجمهور أكبر، وتعتبر خطوة تيك توك لدفع صنّاع المحتوى لنشر مقاطع فيديو أفقية أطول، خطوة استراتيجيّة هامّة تهدف إلى توسيع نطاق المنصّة وجذب جمهور أوسع، لكن إلى أين يمكن أن يصل التأثير؟
هل ستنجح تيك توك في تغيير عادات المشاهدة لدى المستخدمين؟
هل ستتمكّن تيك توك من جذب صنّاع المحتوى من منصّات أخرى؟
ومن خلال مميزات تيك توك الجديدة، هل ستفقد المنصّة هويّتها الفريدة؟
لا شكّ أن أدوات تيك توك الجديدة ستحدث تغييراً كبيراً في المنصّة، ويبقى علينا فقط الانتظار، لنرى ما إذا كانت ستنجح في تحقيق أهدافها والتحوّل إلى منصّة فيديوهات شاملة ومنافسة.
محتوى هذا المقال مستوحىً من المقال الأصلي، من خلال: الرابط
Your thoughts and ideas will help us deliver the best service.