أيهم خميس/الجامعة الأردنية – في عصرنَا الحدِيث، الّذِي يَتَميَّز بِالتَّزايد فِي الاعْتماد على التِّكْنولوجْيَا، يُعَدّ الأمن السيبراني مِن أهمِّ الأوْلويَّات الحكوميَّة والْخاصَّة. فالْأنْظمة والشَّبكات تَحتَوِي على كمٍّ هَائِل مِن المعلومات الحساسة، ومع تَصاعُد حَجْم البيانات، يَزْداد تَعَرُّضهَا لِلْخطر، فقدْ أظهرَ تقريراً لشركةِ IBM عام 2021 أنّ تكلفةَ متوسّط انتهاكِ البياناتِ قدْ ارتفعتْ إلى 4.24 مليونِ دولارٍ، بزيادةِ 10% عنْ العامِ السّابقِ.
ومع تَزايُد التَّهْديدات السِّيبْرانيَّة، تَتَنافَس الشَّركات حَوْل العالم فِي السَّعْي لِتحْسِين الأمْن السيّبراني وَتطوِير أَدوَات جَدِيدَة لِمكافحة القرْصنة والاحْتيال الإلكْترونيِّ، وهنالكَ بعضُ الإحصائيّاتِ الّتي تشيرُ إلى ذلكَ.
وَلكِن؛ هل يُمْكِن لِلْمؤسَّسات الاعْتماد فقط على أدواتهَا والْبرامج الأمْنيَّة لِحماية معْلوماتهَا؟ هذَا مَا يَدفَع البعْض إِلى الاسْتعانة بِمَا يُعرَف ب ” القرصنة الأخلاقية”.
فِي هَذِه المقالة، سَنلقِي نَظرَة على هذَا الموضوع المثِير ونتعَرَّف على كُلِّ مَا يَتَعلَّق بِالْقرْصنة الأخْلاقيَّة وأهمِّيَّتهَا فِي عَالمِنا اَلحدِيث.
القرصنة الأخلاقية (Ethical Hacking) هِي اختِبار لِلْأمْن المعْتمد والْموافقة عليْه، مِن أَجْل اَلعُثور على نِقَاط الضَّعْف والثّغرات الأمْنيَّة وإصْلاحهَا فِي نِظَام الحاسوب أو الشَّبَكة.
يَتَعيَّن عليْك أحْيانًا التَّفْكير كمخْتَرِق غَيْر أخْلاقيٍّ واسْتخْدام نَفْس التَّكْتيكات والْأدوات والْعمليَّات اَلتِي قد يسْتخْدمونهَا (Walker 2012، 22).
الفرق بين القرصنة الأخلاقية والقرصنة غير الأخلاقية
تَختَلِف القرصنة الأخلاقية عن غيْر الأخْلاقيَّة الّتي تَهدِف إِلى سَرقَة المعْلومات، إِذ تُستخْدَم القرصنة الأخلاقية لِتحْدِيد نِقَاط الضَّعْف فِي نِظَام الحاسوب أو الشَّبَكة وَجعلِها آمنة قَبْل أن يسْتخْدمهَا القراصنة غيْرُ الأخْلاقيِّين.