الانقطاع ليس أول المشاكل أو آخرها
وشكّل الانقطاع المدوي ثاني ضربة تواجهها فايسبوك خلال يومين، بعدما كانت واجهت اتهامات قبل الانقطاع بيومين، بتفضيل الربح أكثر على الهدف الأسمى لها كمنصة عالمية، وهو تضييق الخناق على خطاب الكراهية والمعلومات المضللة.
وقد نشرت تقارير صحفية وثائق من داخل معقل الشركة، تصف فايسبوك بأنها منصة لنشر المحتوى السلبي وأفكار الكراهية والغضب والعنف.
وتضمنت أن فايسبوك أعلنت سابقاً عن خطة إصلاحات تهدف لضمان أن تكون مكاناً “صحيّاً أكثر” ، ولكن الخوارزميات التي جرى اعتمادها أدّت إلى نتائج عكسية، ساعدت في انتشار “المحتوى الضار” والتلاسن والشقاق، بدلا من خلق مساحة للنقاش الإيجابي والفعّال.
ولم تشفع تصريحات مارك زوكربيرغ، التي قال فيها إن الهدف من تغيير الخوارزمية هو توطيد الروابط بين المستخدمين وتحسين رفاهيتهم، والتفاعل بشكل أكبر مع الأصدقاء والعائلة في الدفاع عن فايسبوك، سيّما وأن الوثائق ذكرت أن تغيير الخوارزمية جاء بعد أن لاحظت الشركة انخفاضا في معدل التفاعل على المنصة، ما قد أثار القلق لدى فايسبوك، ما أدى لتغييرها لضمان تفاعل أكبر من المستخدمين.
لكن السؤال الآن: هل هناك علاقة بين خوارزميات خطاب الكراهية وانقطاع خدمات فايسبوك؟
لم يربط معظم المحللين بين الاتهامات الموجهة لفايسبوك بخصوص نشر خطاب الكراهية وانقطاع الخدمات، لا من قريب أو من بعيد.
فالخوارزميات تم تعديلها قبل قرابة العام من حدوث الانقطاع، بيد أن البعض أيّد هذا الرابط لتزامن جلسة استماع للكونغرس الأميركي لموظفة سابقة في فايسبوك، يوم 5 تشرين الأول (أكتوبر)، زعمت خلالها وجود تشجيع من قبل عملاق مواقع التواصل الاجتماعي لخطاب الكراهية، وسيطرة فكرة تحقيق الأرباح لدى فايسبوك على أي فكرة أخرى، وهو اليوم نفسه الذي حدث فيه الانقطاع.
بيد أن صحيفة “نيويورك بوست” نقلت عن بعض الخبراء قولهم: “ربما يكون هذا الانقطاع مفتعلاً كي يتم تنظيف الأوساخ التي في الشركة”، والمقصود بها الخوارزميات.