المزارع الذكية: التكنولوجيا الحلّ لتحدّيات القطاع الزّراعي
تأتي التكنولوجيا وتجلب معها قدرات وإمكانيّات غير محدودة لجميع القطاعات، بما فيها القطاع الزّراعي الّذي يتوقّع الخبراء أن يشهد تطوّرات كبيرة جدّاً بفضل التّقنيات الحديثة مثل أجهزة الاستشعار عن بعد، والطّائرات بدون طيّار وغيرها والّتي يمكن أن يقوم المزارعون من خلالها بالانتقال بسلاسة من الزّراعة التّقليدية إلى الزراعة الذكية.
وتأتي تقنيات الجيل الخامس على رأس التّكنولوجيا الّتي ستسهم في تحقيق هذه النّقلة النّوعية في القطاع الزّراعي، ففي هولندا على سبيل المثال سيتحسّن إنتاج البطاطا بفضل الطّائرات بدون طيّار الّتي توظّف تقنيات الجيل الخامس.
وستكون اليابان قادرة على مراقبة درجة حرارة الماء وتركيز الملح في مزارع المحار عند توظيف أجهزة الاستشعار الّتي تتضمّن تقنيات الجيل الخامس.
وتعود محاولات تطبيق الزّراعة الذّكية الّتي تعرّف بأنّها النّهج الّذي يساعد على توجيه الإجراءات اللازمة لتحويل وإعادة توجيه النّظم الزّراعية لدعم التّنمية بصورة فعّالة وضمان الأمن الغذائي في وجود مناخ متغيّر، إلى عام 2017 عندما تمّ إطلاق مشروع 5G Rural First في بريطانيا الأوّل من نوعه في العالم الّذي يزرع ويحصد محصول دون تدخّل بشري.
هذه التّقنيات الحديثة سواء كانت مزرعة ذكية أم تطبيق ذكي لمتابعة الأبقار من خلال أطواق متّصلة بشبكة الجيل الخامس، تهدف بصورة أساسيّة إلى تحقيق استدامة الإنتاجيّة الزّراعية والتكيّف مع تغيّرات المناخ.
فمنظّمة الأغذية والزّراعة “الفاو” تتوقّع أن تتزايد الاحتياجات الغذائيّة للكوكب بنسبة 70% عام 2050 نتيجة للزّيادة المطردّة في عدد السكّان الأمر الذّي يتطلّب اتّخاذ خطوات جدّية وتوظيف التّكنولوجيا لصالح الوجود البشري.
يبدو ذلك ممكن التّحقيق، فالتّكنولوجيا الزّراعية تساعد على استغلال أنظمة الرّي بالصورة المثلى في الأوقات المثاليّة، كما تعزّز الكفاءة وتساهم في زيادة كمّيات الأغذية الّتي يتمّ إنتاجها.
ويمكن أن تشكّل التّقنيات الزّراعية نافذة أمل للمزارعين الّذين يواجهون تحدّيات كبيرة ناجمة عن التغيّر المناخي وشحّ الأمطار وغيرها.