كيف حدد المسبار “دارت” هدفه بدقة؟
كان ضرب ديموفوس هو التحدي الكبير. إذ لا يستطيع المسبار دارت تمييز هدفه ديمورفوس من ديديموس، الذي يبلغ عرضه 780 مترا، إلا في آخر 50 دقيقة أو نحو ذلك.
وقال الدكتور توم ستاتلر، عالم برنامج دارت في وكالة ناسا: “بسبب سرعة الضوء والمسافات التي ينطوي عليها الأمر، فليس من المجدي حقا أن يكون هناك طيار جالس على الأرض يتحكم في المركبة الفضائية. ليس هناك وقت كاف للرد”.
وأضاف: “اضطررنا إلى تطوير برنامج يمكنه تفسير الصور التي التقطتها المركبة الفضائية، ومعرفة الهدف الصحيح وإجراء مناورات تصحيح المسار عن طريق إطلاق الدفاعات.”
وسوف تصل صوره، التي التقطت من مسافة آمنة تبلغ 50 كيلومترا، إلى الأرض خلال الأيام المقبلة.
وقال سيمون بيروتا الذي يعمل في وكالة الفضاء الإيطالية: “سوف يمر القمر الاصطناعي “ليتشياكيوب” بعد حوالي ثلاث دقائق من اصطدام دارت”، لتوثيق ما حدث والتأكد من انحراف مدار الكويكب.
ويستغرق دوران ديمورفوس حاليا حول ديديموس ما يقرب من 11 ساعة و55 دقيقة. ومن المتوقع أن يغير الاصطدام زخم الجسم الأصغر بحيث تقل الفترة المدارية إلى نحو 11 ساعة و45 دقيقة. وستؤكد قياسات التلسكوب هذا في الأسابيع والأشهر المقبلة.
يُذكر أن التهديد يكمن في حال اصطدم جسم مثل ديمورفوس بالأرض، (وهذا لن يحدث بحسب تقدير العلماء)، فقد يحفر حفرة ربما يبلغ قطرها كيلومترا واحدا وعمقها بضع مئات من الأمتار. وسيكون الضرر شديدا في المنطقة المجاورة للارتطام.
وستمتلك وكالة الفضاء الأوروبية (إيسا)، بعد أربع سنوات من الآن، ثلاث مركبات فضائية – تُعرف مجتمعة باسم مهمة هيرا – للتعامل مع ديديموس وديمورفوس وإجراء مزيد من دراسات المتابعة.
وأرسل “دارت” الصور إلى الأرض بمعدل صورة واحدة في الثانية خلال توجهه نحو الهدف. التي ظهرت في البداية كنقطة ضوء في الصور توسعت لملء مجال الرؤية بالكامل، قبل أن تنقطع التغذية فجأة مع تدمير المركبة الفضائية.
ولحسن الحظ هذه ليست نهاية القصة. فقد حمل دارت معه قمرا إيطاليا مكعبا يبلغ وزنه 14 كغم أطلق قبل بضعة أيام. وتتمثل مهمته في تسجيل ما يحدث عندما يحفر دارت حفرة في الكويكب.