الحماية من القرصنة باتت اليوم أكثر أهمّية من أيّ وقت مضى في ظلّ التطوّر المستمرّ في الأدوات والهجمات والتّغييرات المستمرّة التي يقوم بها المهاجمون لمواكبة التطوّرات المستمرّة في المشهد التّكنولوجي.
وعند الحديث عن القرصنة الإلكترونية ومخاطرها فإنّ ذلك يشمل الاستيلاء على بيانات مالية وشخصية حسّاسة ومن ثمّ ابتزاز المستخدمين من خلالها.
وبالنّظر إلى ازدياد جرائم القرصنة الإلكترونية بات تطوير حلول الأمن السّيبراني على قدرٍ كبيرٍ من الأهمّية، كما بات التعرّف على اتّجاهات الأمن السّيبراني ضروريّاً لاستباق الهجمات بغض النّظر عن أنواع القرصنة الإلكترونية.
وتعدّ معرفة اتجاهات الأمن السيبراني بغض النظر عن أهداف القرصنة الإلكترونية هامّ جدّاً خصوصاً للشّركات الناشئة الصغيرة والمتوسطة والتي تعدّ هدفاً دائماً للمهاجمين.
دفعت القرصنة الإلكترونية ومخاطرها الشّركات على اختلاف فئاتها إلى تبّني حلول الأمن السّيبراني التي تشهد تحديثات دائمة كي تواكب أهداف القرصنة الإلكترونية المتنوعة.
ولا تقتصر أهمّية التعرّف على اتّجاهات الأمن السّيبراني على الشّركات بل تشمل أيضاً مزودي حلول الأمن السيبراني وذلك كي يتمكّنوا من تحديث حلولهم لتكون قادرة على التّعامل مع أنواع القرصنة الإلكترونية المختلفة.
وتشمل أهمّ اتّجاهات الأمن السّيبراني التي يجب أخذها بعين الاعتبار لدى التّعامل مع جرائم القرصنة الإلكترونية كلّاً ممّا يلي:
على مدار عام 2022، كان توفير الحماية من القرصنة ضدّ هجمات التصيّد الاحتيالي على رأس وسائل الحماية من القرصنة خصوصاً أنّ 70% من هجمات البريد الإلكتروني عام 2023 احتوت على بيانات تصيّد الاعتماد.
يتمثّل الاتّجاه الأحدث في هذا المجال بهجمات أكثر تعقيداً وشمولها لأكثر من جهة تتجاوز البريد الإلكتروني بهدف الحصول على بيانات الاعتماد مثل اسم المستخدم وكلمة المرور للوصول إلى الشّبكات.
بالنّظر إلى التطوّر المستمرّ في الأجهزة الذّكية والذي يجعلها متصلة بالإنترنت الأمر الذي يسّهل الوصول إليها، من هنا يمكن أن يكون اتّصالها بإنترنت الأشياء حلّاً لتجنّب كونها هدفاً دائماً للهجمات الإلكترونية وتوفير الحماية من القرصنة.
وعلى غرار الأجهزة الذّكية باتت الخدمات السّحابية هدفاً هامّاً للهجمات السّيبرانية في ظلّ انتشارها كوسيلة لتخزين البيانات الخاصّة بالشّركات، من هنا يتعيّن اتّخاذ الخطوات الهادفة لحماية البيانات كي لا تكون هدفاً سهلاً.
يسهم نموذج التعلّم المستمرّ المرتبط بأنظمة الذّكاء الاصطناعي في زيادة فعّاليتها للردّ على التّهديدات المتطورة باستمرار.
على سبيل المثال، يقوم المتسلّلون بالوصول إلى لينكد إن للحصول على أسماء الموظّفين ومن ثمّ إرسال رسائل عبر الإلكتروني تخلو من الرّوابط أو العناصر المثيرة للشّبهات للقيام بعمليّة التصيّد الاحتيالي للحصول على البيانات.
في هذه الحالة يمكن أن يلعب الذّكاء الاصطناعي دوراً هامًاً من خلال اكتشاف وسائل التّواصل والرّسائل غير الآمنة والتّعامل معها.
كي تكون وسائل الحماية من القرصنة فاعلة لا بدّ أن تكون مرنة كي تواكب الاتّجاهات والهجمات الجديدة؛ لذلك من الضّروري أن تلجأ الشّركات إلى حلول تحمي البيانات السّحابية وتطبيقات الهاتف لضمان التصدّي النّاجح للهجمات.
تقود التّهيئة الخاطئة لإجراءات الأمن السّحابية بالإضافة إلى شبكات العمل والشّبكات المنزلية غبر الآمنة خصوصاً في ظلّ العمل عن بعد إلى تمكين مجرمي الإنترنت من التسلّل إلى الشّبكات.
لمواجهة ذلك لا بدّ من أن تكون التّدابير الأمنية قوّية وتمكّن العاملين في الشّركات من التّعامل الصّحيح مع ثغرات التّهيئة الخاطئة.
Your thoughts and ideas will help us deliver the best service.