يتأهّب العالم لاستقبال النّسخة الثّانية والعشرين من كأس العالم خلال الفترة بين 21 نوفمبر/تشرين الثّاني و18 ديسمبر/كانون الأوّل 2022، والّتي ستقام في قطر لأوّل مرّة وللمرّة الثّانية في قارّة آسيا. فما هي التقنيات المستخدمة في مونديال قطر 2022؟
تعدّ هذه النّسخة ممّيزة على أكثر من صعيد، فإقليم الشّرق الأوسط يشهد تنظيم المونديال لأوّل مرّة في التّاريخ كما حدّد الفيفا أسعاراً تشجيعيّة للتّذاكر لحثّ المشجّعين على الحضور، بالإضافة إلى قيام دولة قطر بتقريب المسافات بين الملاعب ممّا يمكّن المشجّعين من حضور أكثر من مباراة في يوم واحد.
وستشهد هذه النّسخة كذلك توظيف تقنيات تكنولوجيّة تستخدم للمرّة الأولى كتقنيات كأس العالم.
دائماً ما تتسم قرارات الحكّام بالجدل، لذا أسهمت تقنيات مونديال قطر 2022 مثل الفار وغيرها في تسهيل عملهم، وفي نسخة المونديال القادمة سيكون الذّكاء الاصطناعي الوسيلة المساعدة للحكّام هذه المرّة.
على مدار السّنوات الماضية أطلق الفيفا تقنيات عديدة مثل “تقنية التسلّل” لتتّبع أيدي وأقدام اللاعبين، وهي تقنية تستخدم الذّكاء الاصطناعي مع سلسلة من الكاميرات المنتشرة حول الملعب لمتابعة أطراف اللاعبين، وإنشاء خطوط تسلّل افتراضية للحكّام على الفور، وقد تمّ استخدام هذه التّكنولوجيا حتى الآن في كأس العالم للأندية وكأس العرب لكرة القدم الّلتين أقيمتا في دولة قطر مؤخرًّا، وتنوي الفيفا استخدامها كتقنيات مونديال قطر 2022.
وفي ظلّ المشكلات الخاصّة ب “التّحكيم بمساعدة الفيديو” (VAR) المستخدمة حاليًّا في الملاعب، فقد تكون هناك بعض المخاوف بشأن استخدام الذّكاء الاصطناعي في كرة القدم إلا أنّها ستكون وسيلة لتخفيف الضّغوط على الحكّام.
ستشهد قطر خلال المونديال تنفيذ برنامج المدينة الذّكية والّذي سيقوم بدوره بإنشاء نسخة رقميّة (تمثيل افتراضي) لشبكة الطّرق المستخدمة في قطر، والّتي يمكن استخدامها لتطبيقات مثل أنظمة التحكّم في حركة المرور، لإدارة هذه الحركة بصورة أكثر كفاءة، وحركة الاكتظاظ المروري المتوقعّة خلال البطولة، خصوصًا مع وصول مئات آلاف المشّجعين من مختلف أنحاء العالم لدولة قطر لمتابعة مباريات المونديال وتشجيع منتخباتهم.
ويعطي هذا البرنامج أولويّة خاصّة للحافلات خلال كأس العالم، وذلك لأنّ الكثير من هذه الحافلات سينقل المنتخبات المشاركة من أماكن إقامتهم إلى الملاعب وبالعكس، وكذلك لنقل المشجّعين من وإلى هذه الملاعب.
ومن المتوقّع أن يقلّل البرنامج من التّكاليف التّشغيلية لحركة المرور في المدن الّتي يتم استخدامه فيها، حيث يتمّ العمل من دون تدخّل يدويّ، حيث إنّ البرنامج يقوم بمعايرة نفسه تلقائيًّا دون جهد بشريّ.
ستكون هذه النّسخة الأولى من نوعها الّتي تقام خلال الشّتاء، بالنّظر إلى أنّ قطر تشهد درجات حرارة مرتفعة بصورة عامّة حتّى في فصل الشتاء، أيّ حواليّ 25 درجة مئوية أو أكثر.
وللتعامل مع درجات الحرارة المرتفعة نسبيًّا هذه، سيتمّ تجهيز ملاعب قطر بأنظمة تبريد لضمان درجة حرارة مثاليّة للّاعبين والمتفرجين، عبر تبريد الهواء الخارجي من خلال مراوح التكييف التي تعمل بالطّاقة الشّمسية، ويدخل الهواء البارد إلى الملعب من خلال فتحات في المدّرجات وفوّهات أخرى كبيرة في الملعب، وباستخدام تقنية تدوير الهواء، يتمّ سحب الهواء المبّرد للخلف، حيث يجري بعد ذلك إعادة تبريد الهواء الخلفي المسحوب وتصفيته، وبمجرد إعادة تبريده وتصفيته، يتم دفع الهواء المعاد تدويره مرة أخرى داخل الملعب.
سيتمّ اللّجوء إلى أجهزة طبّية قابلة للارتداء لتجنّب حالات الطّوارئ الطّبية لأي مشجّع يحضر كأس العالم في قطر، ويتواصل العمل على طباعة مستشعرات منخفضة الطّاقة مباشرة على القماش لقياس نبضات القلب، والتنفس، والترطيب في قمصان ملائمة ستوزع خلال فعاليات المسابقة. وتعمل هذه القمصان عبر البلوتوث وترسل بياناتها إلى المحطّة الأساسية، بحيث يمكن مراقبة العلامات الحيوية في الوقت الفعلي للمشجّعين.
بفضل تقنيات كأس العالم 2022 سيتمكن المشجّعون من طلب الطعام إلى مقاعدهم في ملاعب قطر، وذلك باستخدام تطبيق الهاتف الذكي “أساب” (Asapp) حيث يمكن للمشجعين ترتيب توصيل الطّعام إلى مقاعدهم أو استلامه عبر قوائم الانتظار السريعة.
كما ستتيح تقنية “واي فاي الذّكية” (Smart Wifi) إضافة لمحطّات شحن أجهزة الجوال المتوفرة بكثرة في الملاعب القطرية البقاء على اتصال طوال الوقت للمشجعين.
ستوفّر التقنيات المستخدمة في مونديال قطر سلسلة من أجهزة الاستشعار حول العاصمة الدّوحة معلومات في الوقت الفعلي للمساعدة في التنقّل من وإلى الملاعب، وسيتمّ إرسال التعليقات حول حركة المرور، وسيارات الأجرة ومواقف السيارات، ونظام المترو الجديد، ومداخل ومخارج الموقع عبر تطبيق هاتف ذكي مصمّم لهذه الغاية. وسيساعد هذا التّطبيق أيضًا المشجّعين على التنقّل في المساحات الدّاخلية في الملاعب ومراكز التسوّق وأماكن الترفيه.
تمّ تجهيز جميع الملاعب في قطر باستخدام تقنية “إل إي دي” (LED)، والتي تتمّيز بأضواء متغيّرة الألوان وتأثيرات عرض أخرى يمكن استخدامها في حفلي الافتتاح والختام في ملعبي البيت ولوسيل، وهذه المصابيح موفرّة للطاقة، وغير سامّة، ولها عمر يصل إلى 6 أضعاف عمر المصابيح التقليدية.
تمّ إنشاء غرف “المشاهدة الحسّية” (Sensory viewing rooms) في الملاعب لتوفير مساحات آمنة وهادئة كواحدة من التقنيات المستخدمة في مونديال قطر 2022 للأشخاص المصابين بالتوحد أو أولئك الّذين لديهم مشاكل صحّية أخرى تمنعهم من متابعة المباريات من المدرجات عبر عرض تفاعلي وإضاءة تمّ التحكّم بها.
https://www.the8log.com/%d8%a7%d9%84%d9%81%d9%8a%d9%81%d8%a7-%d8%aa%d8%ae%d8%aa%d8%a8%d8%b1-%d8%aa%d9%82%d9%86%d9%8a%d8%a9-%d8%ac%d8%af%d9%8a%d8%af%d8%a9-%d9%81%d9%8a-%d9%83%d8%b1%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d9%82%d8%af%d9%85-%d9%84/
https://www.the8log.com/%D8%A7%D9%84%D9%81%D8%B1%D9%82-%D8%A8%D9%8A%D9%86-%D9%83%D8%B1%D9%8A%D8%B3%D8%AA%D9%8A%D8%A7%D9%86%D9%88-%D8%B1%D9%88%D9%86%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%88-%D9%88%D9%85%D9%8A%D8%B3%D9%8A/
Your thoughts and ideas will help us deliver the best service.