-Explore the8log-البنوك الرقمية…. المستقبل للتكنولوجيا حيث لا فروع ولا موظفي مبيعات
البنوك الرقمية…. المستقبل للتكنولوجيا حيث لا فروع ولا موظفي مبيعات
October 2024
مواكبةً للنمو المتسارع للتكنولوجيا ووسائل الاتصال والتواصل، تتسابق المصارف حول العالم لتوفير الخدمات الإلكترونية لعملائها. لكن الأمر لم يعد مقتصراً على موقع إلكتروني أو تطبيق على الهاتف النقال، إذ ظهرت البنوك الإلكترونية أو البنوك الافتراضية التي تتواجد فقط على الشبكة العنكبوتية ولا تملك أية فروعٍ، لترّسخ أهمية ودور الصيرفة الإلكترونية في تسهيل وتلبية احتياجات العميل المصرفي والتي تحقق أرباحًا تصل إلى ستة أضعاف البنك العادي.
منتصف التسعينات ظهر أول بنك إلكتروني في الولايات المتحدة الأمريكية، بعدها انتقلت العدوى إلى بريطانيا واليابان وكوريا وصولاً إلى عالمنا العربي. وهذا النوع من المصارف الرقمية تتميز كون تكاليف تشغيلها منخفضة جدًا، ويقدر أن تكون أرخص بحدود 30{f9e613f517110994348d69a5797a353d87ee03cef25d7bb6efd85f4964c1c644} من تكاليف المصارف التقليدية. هذا إلى جانب إمكانية الوصول إلى قاعدة أوسع من العملاء دون التقيد بمكان أو زمان معين. كما تتيح هذه المصارف الفرصة أمام العميل لطلب الخدمة في أي وقت وعلى امتداد أيام الأسبوع. إضافةً إلى أن سرية المعاملات التي تميّز هذه البنوك تزيد من ثقة العملاء فيها.
وعلى الرغم من المزايا التي تتمتع بها البنوك الإلكترونية، إلا أن العديد من الخبراء الاقتصاديين حذّروا من الأخطار المحتملة من جراء التعامل بنظام هذه البنوك ولعل أهمها اتساع الهوة في علاقة البنك بالعميل، وصعوبة مراقبة حجم السيولة والتداولات على البنك المركزي.
لعل الوصف الذي أطلقته إحدى المصرفيات في بنك AIB على مؤسسي المصارف الإلكترونية يختصر الحكاية: “إنهم يقفزون من القوارب القديمة إلى القارب الحديث، ويقدمون نفس خدمات المصارف التقليدية لكن بطريقة إبداعية تناسب أجيال هذا العصر بالإضافة إلى تقديمهم مجموعة من الخدمات تعجز عن توفيرها مصارف القرن الماضي”. انطلاقا من هذه المقولة أصبح لزاماً على المصارف أن تتكيّف مع السلوكيات الجديدة للمستهلكين، خصوصاً الأجيال الشابة التي تختلف جذريّاً عمن سبقها من ناحية الزيادة في طلّب السيولة والحلول السريعة للإجراءات والمشكلات التي تواجهها. وبات مفتاح الأداء المصرفي الجيّد، يكمن في القدرة على مواكبة التقدّم التكنولوجي وتقديم خدمات رقمية ترضي متطلبات هذا العصر.