من الأردن وفلسطين، إلى مصر وسوريا ولبنان، وكافة أقطار وطننا العربي؛ استخدم أجدادنا منذ القدم “الأمثال الشعبية” كاختصار لوصف حالات معينة، أو مواقف متشابهة، وكانت وما تزال هذه الأمثال “مقياساً” حتى يومنا هذا لمدى ارتباط المجتمعات بتراثها، وبمدى “فطنة” استخدامها وذكاء مستخدمها.
ولأنّ مواقف الحياة لا تنتهي، كذلك أمثالنا الشعبية وأعدادها، فهي حقاً كثيرة، وفي تزايد. حتّى بمقالنا هذا، وجدنا مثلاً شعبياً ينطبق عليه!
في وقت كان يتوجب على كل جهة ذات اختصاص أن تضرب مثالاً على الاحترافية والتخصّص، مثل أن يكون “مركز الأمن” مثالاً للأمان، و”المستشفى” مثالاً على التعقيم والنظافة والخلو من البكتيريا والجراثيم، وما إلى ذلك؛ أعلنت أكبر وكالة حكومية أمريكية للأمن السيبراني تعرضها للاختراق، ما أدّى إلى توقّف نظامين كانا يعملان بنظام قديم. واستدراكاً؛ أعلنت الوكالة أن الاختراق لم يؤثر على العمليات الحالية، وأن الوكالة تعمل على ترقية وتحديث أنظمتها، الأمر الذي وصفه متابعون بأنّه محاولة لتقليل أثر “الفضيحة”.
في تصريحات أدلى بها المتحدث باسم وكالة الأمن السيبراني وأمن البنية التحتيّة تعليقاً على اختراق أكبر وكالة حكومية أمريكية، أكّد على الدور الحاسم الذي تلعبه خطط الاستجابة للتصرّف في مثل هذه الحوادث، مشيراً إلى أنّ هذا الحادث يعتبر تذكيراً بأنّ أيّ منظّمة أو جهة مهما كان اختصاصها قد تتعرّض للاختراق السيبراني، وضرورة الاستعداد لمواجهته أمر ملحّ للغاية.
تأتي حادثة اختراق أكبر وكالة حكومية أمريكية في ظل جهود جبّارة تبذلها الوكالات الفيدرالية والشركات الخاصة لتعزيز أمنها السيبراني، خصوصاً بعدما كشفت مواقع مختصّة عن احتمالية وقوع هجمات مماثلة. وعلى الرغم من عدم وضوح المسؤول عن الهجوم حتى الآن، إلّا أنّه يظهر أن الاختراق استغلّ نقاط الضّعف الموجودة في برنامج الشّبكات الافتراضيّة الخاصّة بالوكالة المعنيّة.
يُشير هذا الحادث إلى مدى خطورة الاختراقات السيبرانية، حيث يمكن أن تؤدي إلى تعطيل الأنظمة الحيوية والتّقنيات القديمة، ما يتطلب من الشركات والوكالات اتخاذ إجراءات دفاعيّة فعالة وتحديث تقنياتها بشكل دوري لتقليل مخاطر التعرض لمثل هذه الهجمات والحفاظ على سلامة بياناتها وعملياتها.
بعد اختراق أكبر وكالة حكومية أمريكية ، لا بدّ من الإشارة إلى أنّ الاختراقات السيبرانية تشكل تهديداً خطيراً على الأفراد والمؤسسات على مختلف الأصعدة، وتترتب عليها مجموعة من المخاطر والتأثيرات السلبية، وهي مستمرّة ضمن هذه المجال الذي وصلت قيمته العالمية قبل عامين من الآن إلى 8.5 تريليون دولار. وأهم هذه التهديدات:
بشكل عام، تظهر الاختراقات السيبرانية أهمية اتّخاذ إجراءات أمنية فعّالة واستخدام التقنيات الحديثة لحماية الأنظمة والبيانات من التهديدات السيبرانية المتزايدة، وفي عصرنا الحالي، وبما أنّ اعتمادنا الأساسي في كل حياتنا على الإنترنت، وعالمنا أجمع “يتواجد” على ذات الشبكة، فإنّ التهديدات الكبرى لا تشكل خطراً على جهة واحدة، وإنّما على عالمنا ككل.
Your thoughts and ideas will help us deliver the best service.