حسام خطّاب
التطبيق X أصبح الاسم الرسمي لتويتر بعد أن أصدر إيلون ماسك شهادة الوفاة للطّائر الأزرق الشّعار القديم، وهي خطّة استغرقت عشرين عاماً من التّحضير، ولكن مع مستقبل حاليّ قاتم مجهول المعالم.
تفاصيل التطبيق X الجديد
إذا ما نظرنا إلى القصّة الكاملة للتطبيق الجديد يمكن تسجيل الملامح التّالية:
- قبل أيّام، ودّع ماسك على حسابه شعار الطّائر الأزرق، وأعلن عن أنّ العنوان x.com سيأخذ الزائر آليّاً إلى موقع تويتر الحالي، وبذلك بات تويتر هو تطبيق X الذي لطالما حلم به إيلون ماسك.
- الفكرة وراء التطبيق X هو أن يصبح تطبيق كل شيء، وهي فكرة قديمة جديدة تعود جذورها إلى عام 1999. تتمثّل الفكرة في أن يكون التطبيق الجديد موقع إلكتروني مسؤول عن كلّ شيء بما فيها المدفوعات والمشتريات الرّقمية والبطاقات الإلكترونية والمنشورات وغيرها.
- أسّس ماسك حينذاك شركة أسماها X، ومن ثمّ اندمجت مع شركة أخرى وأصبح الاسم PayPal. وفي الوقت نفسه، تخلّوا عن إيلون ماسك في منصب الرّئيس التنفيذي، والبقية معروفة ولا تتّسع هذه السّطور لذكرها.
- حلم التطبيق X لم يغادر مخيّلة إيلون ماسك، ووجد في تويتر غايته المنشودة. حتى أنّه قبل مدّة، اشترى نطاق x.com من شركة PayPal تمهيداً للخطّة القادمة في جعل تويتر شاملاً وقريباً من التطبيق الحلم.
خطوة محفوفة بالمخاطر
هذه الخطوة على أهمّيتها والتّاريخ القائم وراءها تعدّ محفوفة بالمخاطر، لأنّ ما يميّز تويتر هو قاعدة المستخدمين النّخبة، أو على الأقلّ هكذا كان الحال قبل استحواذ ماسك.
فقد اجتمع قادة الفكر على المنصّة، وجعلوها بوّابة لتبادل الأفكار، وشعار الطّائر الأزرق عبّر تماماً عنها. خصوصاً أنّها تندرج ضمن قلّة من التطبيق ات الّتي أصبح اسمها فعلاً ذا معنى مثل جوجل، وبالتّأكيد تويتر كان أحدها.
يرسل شعار X الجديد إشارات متّسمة بالحدّة والجرأة، وربّما الخطر المحدق، ناهيك عن أنّ شركة PayPal تخلّت عن اسم X خوفاً من الإيحاءات الجنسية، كما أفادت بعض التقارير الإخبارية.
بناء على ذلك، ليس من الثّابت كيفيّة تقبّل قاعدة المستخدمين الباقية للشّعار الجديد، وإذا كانوا سيرونه ما زال معبّراً عن منصّة تبادل الأفكار النخبوية. لكلّ هذه الأسباب، الحركة محفوفة بالمخاطر، لأنها تهدّد الميزة الأهمّ لمنصّة تويتر، وهم المستخدمون.
[the_ad id=”36456″]
تحرّكات ماسك منذ استحواذه لا تدلّ سوى على أنّه عازم على تغيير جلد الشّركة، بل ميزاتها الأكثر حساسية. وحتّى فكرة التطبيق X قد لا يخدمها التّوقيت، لأن المستخدمين صاروا أكثر مقاومة لوضع جميع مصائرهم في سلّة واحدة. فالفكرة نجحت في الصين بعدما خدمها التّوقيت ونهج النّظام السّياسي في البلاد، أمّا اليوم، فالفكرة لها من المخاطر ما لها.
الذّكاء الاصطناعي والتطبيق الجديد
إذا وضعنا كلّ ما أسلفنا جانباً، كيف سيكون حال التطبيق مع تطوّر تقنيات الذّكاء الصناعي؟ الإجابة هي أنّ كمّ كبير من البيانات سيتجمّع في يد الشّركة X، وهي تخوّفات كان حذّر منها ماسك نفسه قبل أسابيع، ودعا المستخدمين إلى التريّث في تطوير الذّكاء الصناعي.
وما انقضت أيام حتّى قام هو بتأسيس شركته الخاصّة في الذّكاء الصناعي، وهي كلّها أسئلة حقيقيّة تحوم حول الخصوصيّة واستمراريّة الخدمات وتعاظم قوى تقنيّة في عالم مليء بالمتغيّرات.
لطالما كانت تحرّكات ماسك مثيرة للجدل، بل إنّ منشوراته هي الأخرى اتّسمت بعدم الاتزان وسبّبت له المصاعب القانونية.
[the_ad id=”36456″]
وقد تنجح خطّته في التطبيق الحلم وقد تلاقي رواجاً، لكن من الصّعب تخيّل نجاحها بقاعدة المستخدمين نفسها الّتي نجحت منصّة تويتر في كسبها.
تغيير الاسم هو الإعلان الأوضح عن تغيير استراتيجي مهمّ لتوجّه الشركة، ومن كان يبحث عن منصّة لتبادل الأفكار النخبوية بين قادة الفكر وصنّاع القرار، ليس من الراجح أن تكون المنصّة X مقصده، فيكفي أن ندرك أنّ التّغريدات أو Tweets بات اسمها من الآن فصاعداً X’s، وهي مفارقة تستدعي الانتباه، لا نعلم يقيناً مستقبل منصّة X، ولكنّه لا يبشّر بخير.
ابقى على تواصل دائم مع أحبائك مع خدمات الإنترنت مقدمة من أمنية!