ويشير صويص الى أن الشركة تعمل اليوم بمقر رئيسي في عمان ومستودعات في بيروت والقاهرة والرياض، ويحرك عملياتها 19 موظفا أردنيا. وأكد، من واقع تجربته في هذا القطاع، “أن الناس يقرؤون متى ما وجدوا المحتوى الجيد والأصيل، وأن دور النشر يمكنها النجاح والتوسع متى ما واكبت التكنولوجيا وطوعتها لخدمة نشر المعرفة”، وهذا ما فعلته دار النشر التي أسسها في العام 2009.
حديث صويص لـ”الغد” يأتي بعد أن حصدت شركة “جبل عمَّان ناشرون”، مؤخرا، جائزة بنك الاتحاد السنوية للشركات الصغيرة والمتوسطة 2019 عن فئة “أفضل شركة صغيرة ومتوسطة”.
وعن الفوز بالجائزة، قال صويص “إن له بعدين؛ الأول داخلي لأن الجائزة أعطت فريق الشركة دفعة معنوية كبيرة بأن تم تكريمها في العلن وتقدير جهدهم على مدار الأعوام الماضية، والبعد الثاني هو الخارجي؛ حيث كانت الجائزة بمثابة اعتراف من قبل المنظمين ولجنة التحكيم المحايدة بأهمية قطاع النشر وقدرة الشركة وهذا القطاع على منافسة الشركات والقطاعات الأخرى التي تأهلت للمنافسة على الجائزة، وخصوصا تلك العاملة في المجال التقني”.
وأكد صويص أن ريادة الأعمال لا تنحصر في قطاع معين، فهو يعرفها باختصار أنها “الحلم والشغف بالشيء وأخذ زمام المبادرة والمجازفة بالتنفيذ”.
وسنان صويص، ابن الـ45 عاما، حاصل على شهادة بكالوريوس في علم النفس والاجتماع وقد أتم الدراسات العليا في دراسات الشرق الأوسط من جامعة لندن، وعمل قبل تأسيسه الشركة لأعوام طويلة في مجال التنمية.
وعن بداية فكرة مشروعه، قال صويص: “خلال فترة عملي أدركت أهمية المعرفة كمعيار أساسي يحدد تطور الناس والمجتمعات، وكان لاطلاعي وبحثي الدائم عن المعرفة الدور الأكبر في التحرك لتأسيس الشركة، لأجد قطاع النشر “تقليديا” في إداراته وأدواته، ويواجه تحديات منها نقص المحتوى العربي الجاد، والتحدي التكنولوجي، وقتها وجدت في قلب هذا القطاع فرصة وحاجة غير مشبعة ويمكن أن نجد لها حلولا فجاء تأسيس (جبل عمان ناشرون)”.
وأوضح صويص أن “جبل عمان ناشرون” لا تعمل فقط على ترجمة المحتوى الأجنبي، بل هي أيضا صانعة محتوى عربي أصيل لمؤلفين أردنيين وعرب؛ حيث تلمس الحاجة، وتسعى أيضا إلى تمكين القراء ليصبحوا مفكرين مستقلين، ومُعدِّين بالمعرفة والأدوات اللازمة لتطويرهم الشخصي ونجاحهم المستقبلي، ولذا تتركز الكتب التي تنشرها الشركة في مجالات الريادة.
ولمواجهة التحدي التقني، قال صويص “إن “جبل عمان ناشرون” قدمت حلولا رقمية تزوِّد القراء بتجربة مستخدم فريدة، مثل تطبيق كتبي، وهو منصة قراءة تفاعلية للأطفال بين 3 و14 عاما تستخدم اليوم في 11 دولة حول العالم منها تركيا وأميركا”.
وأضاف “أن الشركة نشرت أيضا موسوعة الأطفال التفاعلية الأولى من نوعها في المنطقة العربية، وهي تطبيقات تقدم المعرفة الرائدة للعائلات العربية في المنطقة وحول العالم، وتشجع الأطفال على القراءة”.
وقال صويص “إن الشركة، بفريقها المتميز، ستواصل العمل في المستقبل على تعزيز نشر المعرفة المتخصصة والكتب الجادة باللغة العربية مع إيماننا بأن الكلمة والمعرفة يمكن أن تغيرا في حياة ومهارات الناس والمجتمعات وتحسنا من طريقة عيشهم وعملهم”.