للمرة الأولى على الإطلاق، تصدرت مبيعات شركة أبل سوق الهواتف الذكية العالميّ على حساب سامسونج، التي ظلت متصدّرة “المضمار” لفترة طويلة، بل منذ انطلاق الصّراع العالميّ على عرش الهواتف الذّكية، وذلك وفقاً لبيانات صادرة عن شركة IDC المختصة بالبحث والتّطوير وتحليل البيانات، وما أوردته صحيفة الغارديان البريطانية.
صراع محتدم ورؤية تتحقّق
جميعنا يتذكّر الراحل “ستيف جوبز” عندما كان يقف بثقة على المسرح، مخاطباَ الحاضرين والجمهور العالمي المتابع، مزيحاً السّتار في كل مرة عن جهاز جديد من أبل، واعداً بأن يكتسح الأسواق العالمية ويتربع على عرش المبيعات، ويبدو أنه وبعد سنواتٍ على رحيله، تحققت له هذه الرؤية، من خلال إحصائيات مبيعات أبل في العام المنصرم.
ولطالما كانت ساحة المنافسة متحيّزةً لأجهزة سامسونج، والتي استغلّت نقطة ذكاء تسويقي عبر طرح خيارات متعدّدة، ومواصفات متفاوتة في أجهزتها، لتناسب القدرة الشّرائية لأكبر شريحة من الجمهور، وهو ما أغفلته “نسبياً” شركة أبل، حيث أصبح من المعروف عن أجهزتها أنها ليست للجميع، فكيف تجاوزت هذه النقطة، وما هو السّبب الرئيسي لهذا التقدّم في مبيعات شركة أبل؟
نعرف على اسعار بطاقات أبل من خلال متجر أمنية
عروض استبدال قويّة دعمت أرقام مبيعات أبل
لا ينحصر الذّكاء التسويقي للشركات الكبرى في مجال معيّن، كقوّة أداء أجهزتها، والمواصفات التقنية المنافسة أو حتى الابتكار، وإنما تركز هذه الشركات على خدمات ما بعد البيع بأسلوب ذكيّ، يدرس بعناية ما يفضّله الجمهور، وتستلهم عروضها التمويلية، أو خطط الاستبدال والخدمة، أو حتّى انتشار الفروع والقرب من الزبائن وغيرها. وفي حالة أبل، فقد كان الاستحواذ على 20% من السّوق أو أكثر، يعود إلى كل ما سبق، إلى جانب التركيز على تسويق الفئات الأكثر سعراً من أجهزتها، مثل النسخة التي لاقت رواجاً هائلاً “آيفون 15“، دون الخشية من السّمعة التي تطرّقنا إليها مسبقاً “ليست للجميع”، وأخذت منها نقطة قوة بدلاً من اعتبارها عقبة أمام “التغوّل” السوقي.
مبيعات شركة أبل، ثقافة متكاملة الأركان
من أكثر الأمور إثارةً للدّهشة في ذكاء الشركة، والتي أسهمت في أنّ إحصائيات مبيعات أبل تتجاوز التوقّعات، قدرتها على زرع ثقافة الطّلب المسبق، وجميعنا يشاهد الطّوابير الطّويلة من الزّبائن الذين ينتظرون بفارغ الصّبر على أبواب متاجر أبل للحصول على الأجهزة الجديدة، وأصبح الحصول عليها أوّلاً مدعاة للتفاخر، وكأنّه إنجاز عملي متقن ومخطّط له بعناية! وكان كلّه فعلياً يصبّ إيجاباً في زيادة أرقام مبيعات أبل.
مبيعات شركة أبل، نموّ رغم تعدّد المنافسين
لم تقتصر المنافسة المحتدمة في مضمار الأجهزة الذكية على أبل وسامسونج، بل أصبح وجود شركاتٍ كبرى أخرى ظاهراً ومؤثراً، حتى أنّ منتجاتها بأسمائها التي لم تكن ذات شعبية قبل سنواتٍ قليلةٍ من الآن، أصبحت متداولة بشكل ملفت، وتمتلك قاعدةً لا يستهان بها بأيّ حالٍ من الأحوال. ومن أهمّ الشركات التي أصبح باعها واضحاً في سوق الهواتف الذكية، هواوي، وذلك على الّرغم من العقوبات الأمريكية، والتي استطاعت تجاوزها بذكاء، إلى جانب شركاتٍ أخرى مثل أوبو وشاومي وغيرها.
إزاحة ناجحة بعد 13 عاماً من السيطرة
لم تشفع الأعوام الثلاثة عشر لسيطرة سامسونج على السّوق لها في أن تستمر في قيادة الرّكب، ونجحت الشركة الأمريكية بإزاحتها بنجاح، على الرغم من أنّها لم تكن من ضمن الشركات الخمسة الأولى في بدايات المنافسة. والآن وحتى بعد أن أظهرت أرقام مبيعات أبل أنها هي المسيطرة، فلا بد لها أن تدرس كلّ خطوة قادمة، فبكل تأكيد لن يهدأ للشركات الأخرى بال حتّى تزيحها من الصدارة.
والسؤال الذي نختم به، هل تستمر السيطرة لمبيعات أبل؟ أم سيكون للأسواق رأي آخر.