لقد قلبت جائحة مرض فيروس كورونا (كوفيد-19) حياة العائلات في جميع أنحاء العالم منذ بدأت في التفشي. ويجد العديد من أولياء الأمور أنفسهم عالقين في المنزل خلال معظم ساعات اليوم وهم يبذلون طاقاتهم في رعاية الأطفال بعد أن أغلقت المدارس ومراكز رعاية الطفولة أبوابها، إلى جانب القيام بالعمل بدوام كامل وتحمل مسؤوليات ضرورية أخرى. ويأتي السؤال: “ماذا سنتناول للعشاء؟”، ليشكّل تحدّيًا يوميًّا آخر.
وما يجعل الأمور أكثر صعوبة هو الذعر الذي طال عملية التسوق والتعطيل في أنظمة الإمداد الغذائي، مما يعني أنه بات من المتعذّر العثور على بعض الأطعمة. كما أن البطالة وفقدان الدخل لدى العديد من الناس تجعل من شراء الطعام تحديًا ماليًا إضافيًا.
وفي الوقت الذي يتوجه فيه الكثير من الآباء إلى الوجبات الجاهزة والأطعمة المحفوظة كوسيلة سريعة ومنخفضة التكلفة لإطعام العائلة، وهو أمر مفهوم دون شكّ، إلا أن هناك بدائل مريحة وبأسعار معقولة وصحية.
فيما يلي خمس طرق للمساعدة في إطعام أطفالك وفق نظام غذائيّ منوع وغنيّ، يدعم نموهم وتطورهم، ويساهم في بناء عادات غذائية وصحية عند الأطفال.
قد يكون شراء الخضروات الطازجة وتخزينها وطهيها أمرًا صعبًا أثناء الإغلاق، خاصة عندما يُنصح أولياء الأمور بالحد من الخروج من المنزل. ولكن من المهم التأكد قدر الإمكان من أن الأطفال يحصلون باستمرار على كمية وافية من الفاكهة والخضروات في نظامهم الغذائيّ.
في كل مرة تستطيعون الحصول على المنتجات الطازجة، قوُموا بذلك. صحيح أن الفواكه والخضراوات تؤكل طازجة، لكن تجميدها مفيد في حال أمكن ذلك، لأنها تحتفظ بمعظم العناصر الغذائية وكذلك بالنكهة الطيبة. استخدام الخضروات الطازجة لطهي كميات كبيرة من الحساء أو اليخنات أو الأطباق الأخرى يجعلها تدوم لفترة أطول، ويوفر خيارات أكثر لوجبات يمكن تناولها على مدى بضعة أيام. كما أن تجميد هذه الوجبات حين يكون ذلك متاحاً، يُمكّن من تناولها لاحقاً بعد عملية تسخين سريعة.
تُعَدّ المنتجات الطازجة الخيار الأفضل دائمًا، ولكن عندما لا تتوفّر، فهناك الكثير من البدائل الصحية سهلة التخزين والإعداد.
يمكن تخزين الفاصوليا المعلبة والحمص لشهور أو حتى لسنوات، وهي تحتوي على كميات هائلة من العناصر الغذائية، وبالإمكان إدخالها في الوجبات المختلفة بعدة طرق. وهناك الأسماك المعلبة ذات الزيوت المفيدة مثل السردين والتونا والسلمون، وكلها غنية بالبروتينات وأحماض “أوميجا 3” الدهنية ومجموعة من الفيتامينات والمعادن. ويمكن استخدامها باردة في السندويشات أو السلطات أو مع أطباق المعكرونة أو مطبوخة كجزء من وجبة ساخنة.
صحيح أن الخضروات المعلبة، مثل الطماطم تحتوي على كميات من الفيتامينات أقل مما لو كانت طازجة، ولكنها خيار رائع كاحتياط عند صعوبة الحصول على المنتجات الطازجة أو الخضروات المجمدة.
وهناك أيضًا السلع المجففة مثل الفاصوليا والبقول، وكذلك الحبوب مثل العدس والبازيلاء الخضراء والأرز والكسكس والبرغل والفريكة والكينوا، وكلّها خيارات مغذية وتصمد لوقت طويل كما أنها لذيذة الطعم وتُشبع إلى جانب أسعارها اليسيرة. كما يمكن استخدام الشوفان كوجبة إفطار ممتازة بزيادة الحليب أو الماء أو إضافة الزبادي (اللبن) والفواكه المجففة مثل المشمش او التين او البرقوق المجفف او الزبيب.
غالبًا ما يحتاج الأطفال إلى تناول وجبة خفيفة أو اثنتين خلال النهار للحصول على الطاقة. بدلًا من تقديم الحلويات أو الوجبات الخفيفة المالحة لهم، اتّجهوا نحو الخيارات الصحية، مثل المكسرات أو الجبن واللبن ’الزبادي‘ (ويفضل أن تكون خالية من المحليات)، أو الفواكه المقطعة والمجففة أو البيض المسلوق او الطحينة (مسحوق السمسم) أو غيرها من الخيارات الصحية الأخرى المتاحة محليًا. هذه الأطعمة هي أطعمة مغذية وتشبع كما أن استخدامها يساعد على بناء عادات غذائية صحية تدوم مع الشخص مدى الحياة.
على الرغم من أن استخدام المنتجات الطازجة قد لا يكون ممكنًا دائمًا، لكن عندما تقومون بالتسوق، حاولوا الحد من شراء الأطعمة المصنعة. غالبًا ما تكون الوجبات الجاهزة للأكل والوجبات الخفيفة والحلويات، غنية بالدهون المشبعة والسكريات والملح. إن أردتم شراء الأطعمة المصنعة، اقرأوا المواصفات على الملصق وحاولوا اختيار الصحيّ أكثر من غيره من بينها، والذي يحتوي على كمية أقل من المواد الحافظة. حاولوا أيضًا تجنب المشروبات السكرية، واشربوا بدلا عنها الكثير من الماء. يمكنكم إضافة قطعة من الفواكه أو الخضروات مثل شرائح الليمون على أنواعه أو الخيار أو او الزنجبيل او اوراق النعنع او التوت إلى الماء، وهي طريقة رائعة تضفي على الماء نكهة لذيذة.
يُعدّ الطهي وتناول الطعام معًا طريقة رائعة للاعتياد على روتين صحيّ وعلى تقوية الروابط العائلية والاستمتاع. أشركوا أطفالكم في إعداد الطعام حين يكون ذلك ممكنًا، حبث يمكن للأطفال الصغار المساعدة في غسل المواد الغذائية أو فرزها، بينما يمكن للأطفال الأكبر سنًا القيام بمهام أكثر صعوبة أوالمساعدة في ترتيب الطاولة.
حاولوا قدر الإمكان الالتزام بأوقات ثابتة تتناول فيها العائلة وجباتها معًا. يساعد استخدام هذه الوسائل والروتين على تقليل القلق لدى الأطفال في هذه المواقف العصيبة.
يبقى حليب الأم غذاءً رائعًا للأطفال في عمر 6-24 شهرا. ويمكن للنساء المصابات بـ “كوفيد-19” ممارسة الرضاعة الطبيعية إذا رغبن في ذلك. لكن ينبغي عليهنّ اتباع النظافة والحماية التنفسية أثناء الرضاعة وارتداء غطاء الوجه (الكمامة) حيثما كان ذلك متاحًا؛ وغسل أيديهنّ قبل وبعد لمس الطفل؛ وتنظيف وتطهير الأسطح التي لمسنها، بشكل روتيني. إن لم تكُن الأم في صحّة جيدة وتعذرت عليها الرضاعة الطبيعية بسبب الفيروس أو أية مضاعفات أخرى،علينا دعم الأم لتزويد الطفل حديث الولادة بحليب الثدي بطريقة مأمونة عن طريق استخدام أية وسيلة ممكنة تحقق ذلك.
بينما لا يوجد في الوقت الحاضر أي دليل على ارتباط الطعام أو أغلفة المواد الغذائية بانتقال مرض فيروس كورونا (كوفيد-19)، إلا أنه من الممكن أن يصاب الشخص عن طريق لمس سطح أو شيء ملوث بالفيروس ثم لمس وجهه. ومع ذلك، فإن الخطر يكون أكبر عندما تتقارب الناس أثناء تسوق المواد الغذائية أو أثناء استلام طلبية طعام إلى المنزل. وكما هو الحال دائمًا، فإن اتباع النظافة بشكل جيد عند التعامل مع الطعام مهم جدًا لمنع الأمراض التي تُنقل عن طريق الطعام.
أزيلوا أي عبوة غير ضرورية وتخلصوا منها في سلة نفايات لها غطاء. يمكن مسح العبوات مثل المعلبات بمادة مطّهرة قبل فتحها أو تخزينها. اغسلوا يديكم بالصابون والماء لمدة 20 ثانية على الأقل، أو استخدموا مواد التعقيم (جيل) التي تحتوي على الكحول مباشرة بعد ذلك.
اغسلوا جيدًا المنتجات غير المعبأة، مثل الفواكه والخضروات، بوضعها تحت الماء الجاري.
هذ المقال مقدم من يونيسف الشرق الأوسط وشمال أفريقيا
سوف تساعدنا أفكارك في تقديم أفضل خدمة.