ما هو دور المؤثّر الحقيقي في تغيير الرأي العام؟

استطاع المؤثّرون إحداث تغيير كبير بما ينشرونه على مواقع التواصل الاجتماعي، التي أصبحت تلعب اليوم دوراً كبيراً في التأثير بالرأي العام من خلال منصّاتها المختلفة.

وازداد دور المؤثّر مؤخراً سيّما في القضايا الحساسة الإنسانية والاجتماعية وحتى السياسية، ومثال عليها مواجهات القدس الأخيرة والاعتداءات التي قادها العدوان الإسرائيلي في حق الأقصى وإخواننا في فلسطين، والتي برز بها دور المؤثّرين الذين تمكّنوا من لعب دور رئيسي في تنشيط وسائل التواصل الاجتماعي وحشد الدعم والتأييد.

من هم المؤثّرون؟

المؤثّر عبر مواقع التواصل الاجتماعي يمثّل شخصاً يملك عدداً كبيراً من المتابعين وأفراداً يتفاعلون معه في موضوع أو قضية معينة.

وقد يكون المؤثّرون مدونين، مشاهير، أو ناشطين بحسب موقعي فوربس وDigiday.

كما أنّ المؤثر الحقيقي متحمّس لقضيّته وواثق بما يقوم به، وبكيفية تقديمه لأفكار فعّالة، وهو قادر على إجراء محادثات وخلق حركة تفاعلية من خلال ما يبثّه.

ومن خلال المؤثّرين يمكن الوصول لأكبر جمهور ذا صلة. ويظهر هذا الأمر بوضوح على منصّات التواصل الاجتماعي.

فالمؤثّر ببساطة هو الشخص الذي يملك قدرة التأثير على الآخرين، ويملك متابعين عدّة على هذه المنصّات، وقد يكون أي فرد، وكلّ بحسب توجّهه أو اهتماماته.

المحتوى مهم بقدر المؤثّر

إن قوّة المحتوى الذي يقدّمه المؤثّر هو المعيار الأساسي الذي يتوقف عليه نجاحه أو فشله، أو نجاح ما يقوم بالتسويق له، أو مدى قبول الفكرة أو القضيّة التي يقوم بطرحها. وهذا المحتوى ينبغي أن يلبّي عدة معايير؛ منها الملاءمة، واستهدافه لجمهور محدّد.

المؤثّرون اليوم ليسوا مجرد وجوه لمنتجات وجهات معينة بل هم ناشطون أيضا. وهذا يعني أنهم يهتمون بقضيّة معينة ويطوّرون وعياً إزاءها. ومن هنا فإن المؤثّر شخص مختلف عن الآخرين، بين حملات تجارية وتسويقية وحتى خلق وعي حول قضية ما.

وهناك مقاييس أساسية لقياس أثر المؤثّرين وهي:

• الوصول
• الأهمية
• التأثير

وفعليًا فإنَّ “المؤثر” هو من يخاطب الناس “الجمهور”، وليس الشركات التي وإن كان المؤثر يمثّلها.

نسبة استخدام الإنترنت عالمياً

اليوم؛ كل شيء في حياتنا بات رقمياً، فالإنترنت ومنصّات التواصل الاجتماعي جزء لا يتجزأ من نشاطاتنا اليومية، فضلا عن التطور التقني الذي أصبحنا نعتمد عليها بشكل كبير.

وهؤلاء المؤثّرون فهموا كيفية الاستخدام السليم لمختلف منصّات التواصل الاجتماعي للوصول إلى جمهور محدد وفتح خطاً مباشراً للحوار بينهم وبين المتابعين.

ومن هنا نمت نسبة مستخدمي منصّات التواصل الاجتماعي عبر الإنترنت وتطوّرت شخصيات المؤثّرين في مختلف المجالات، والأرقام التالية توضح هذا النمو:

• بحسب موقع DATAREPORTAL هناك 4.77 مليار مستخدم للإنترنت منهم 4.33 مليار شخص يستخدمون وسائل التواصل الاجتماعي في جميع أنحاء العالم.

• ارتفعت أعداد مستخدمي وسائل الإعلام الاجتماعية في الأشهر الـ12 الماضية.

• انضمَّ 521 مليون مستخدم جديد إلى وسائل الإعلام الاجتماعية حتى نيسان (أبريل) 2021.

• المستخدم النموذجي يزور أكثر من 6 منصات تواصل اجتماعي مختلفة كل شهر، ويقضي يومياً ما يقارب ساعتين ونصف الساعة في المتوسط باستخدام وسائل التواصل الاجتماعي.

وعلى افتراض أن النّاس ينامون لمدة تتراوح بين 7 و8 ساعات في اليوم. فإن هذه الأرقام الأخيرة تشير إلى أن الناس يقضون ما يقارب 15% من وقتهم باستخدام وسائل الإعلام الاجتماعية في فترة الاستيقاظ بحياتهم.

وأخيراً، العالم يقضي أكثر من 10 بلايين ساعة في كل يوم باستخدام منصات اجتماعية، وهو ما يعادل 1.2 مليون سنة من الوجود البشري.

“فيسبوك” منصة التواصل الاجتماعي الأكثر استخداماً في العالم

استنادًا إلى البيانات المتاحة للجمهور حتى 17 نيسان (ابريل) 2021 وفقا لموقع DATAREPORTAL هنالك ما لا يقل عن 17 منصة للتواصل الاجتماعي لديها 300 مليون أو أكثر من المستخدمين النشطين شهريا.

• هنالك 2.85 مليار مستخدم شهري نشط لـ “فيسبوك”.

• 3.45 مليار شخص كانوا يستخدمون واحداً على الأقل من المنتجات الأساسية للشركة (فيسبوك، واتساب، إنستغرام، أو ماسنجر) كل شهر، وفقا لموقع Statista.

• يملك “واتساب” حوالي 2 مليار مستخدم شهري نشط وفقا لموقع Oberlo.

• “ماسنجر” يملك نحو 1.3 مليار مستخدم شهري نشط، و”تيك توك” 732 مليون مستخدم شهري نشط.

• “تلغرام” لديه 550 مليون مستخدم شهري نشط.

• 1.074 مليار مستخدم لـ “إنستغرام” حول العالم.

وتشير التقديرات إلى أن عدد مستخدمي إنستغرام خلال هذا العام وصل إلى 1.074 مليار مستخدم في مختلف أنحاء العالم، 33 ٪ من المستخدمين تتراوح أعمارهم بين 25 و34 عاما. وفي المجموع، كان ما يزيد على ثلثي مجموع جمهور إنستغرام يبلغ من العمر 34 سنة.