فيلم ميجان: رعب في متاهة التّكنولوجيا
تجد جيما مهندسة الرّوبوتات في إحدى شركات الألعاب الإلكترونيّة نفسها مسؤولة عن رعاية ابنة شقيقتها كادي، وفي ظلّ انشغالها الكبير تلجأ للتّكنولوجيا لمساعدتها، لتظهر هنا أعجوبة الذّكاء الاصطناعي الدّمية ميجان الّتي تؤدّي صوتها النّجمة جينا ديفيس.
تمّ تصميم ميجان بخليط من العبقريّة وتوظيف أحدث تقنيات الذّكاء الاصطناعي ومهارات البرمجة لتكون أعظم مرافقة للطّفلة الّتي فقدت والديها في سنّ السّابعة وتؤدّي دورها الطّفلة فييوليت ماكجروا.
يناقش الفيلم واحدة من معضلات الحياة المعاصرة الأساسيّة وهي العلاقات البشريّة المعقّدة والفرديّة والتّركيز على العمل وأثر التّكنولوجيا، إلا أنّ استخدام التّكنولوجيا لحلّ هذه المعضلة يبدو متناقضاً إلا أنّه قد يكون مقصوداً ليعكس التّناقض الّذي نعيشه في حياتنا خصوصاً فيما يتعلّق بدور التّكنولوجيا.
ميجان هي دمية آليّة تشبه البشر تعمل بنظام الأندرويد ويمكنها الاستماع والمشاهدة والتعلّم كما أنّها تعدّ صديقة ومعلّمة وراعية للطّفل.
سرعان ما تذكّر ميجان بالدّمية الأشهر في عالم أفلام الرّعب “تشاكي” حيث إنّ الحاضنة تصبح خطرة وذات ذكاء قد ينقلب ليصبح تهديد على من حولها الأمر الّذي قد تمّثله التّقنيات المتقدّمة في حياتنا.
الفيلم الذّي تجاوزت إيراداته 100 مليون دولار فيما لم تتجاوز ميزانيّته 12 مليون دولار يستوحي من تكنولوجيا الجيل الجديد ويلجأ إليها حيث سبقت الفيلم الّذي اجتاح العالم حملة تسويقية لمقاطع منه على منّصة تيك توك الّتي يستخدمها جيل ألفا في إشارة واضحة إلى جمهور الفيلم المستهدف.
تصنيف الفيلم حمل رسالة واضحة بأنّه موجّه للجيل الجديد حيث كان يسمح بمشاهدته لمن هم دون ال 13 عاماً الّذين أصبحوا الآن يشكّلون عنصراً فاعلاً في القرارات الاقتصادية وعمليّات الشّراء وغيرها خصوصاً في عالم التّرفيه.
ميجان دمية الرّعب القاتلة الّتي لم يتجاوز طولها 4 أقدام لم تأتِ في أجواء رعب تقليديّة مصحوبة بالموسيقى الّتي اعتاد عليها المشاهدون في أفلام الرّعب بل جاءت ضمن قالب موسيقيّ بسيط يناسب مرّة أخرى الجيل الجديد المستهدف بهذا الفيلم.
ويقع مصير ميجان، أو وحش العصر الحديث، في أيدي المراهقين الّذين يبحثون عن الإثارة، ما يعني أنّ أيقونات الرّعب الجديدة لن تكون أبداً كما كانت في الماضي بل ستكون معدّة للمشاركة كمقاطع فيديو قصيرة على تيك توك.