جهاز يتنبأ بالصرع قبل حدوثه لم يكن اختراعاً من أكبر الخبراء والمنظّمات الطبّية بل كان إنجازاً لطالب لم يجتز المرحلة الثّانوية حيث استطاع لأوّل مرّة أن يبتكر جهازاً يتنبّأ بالصّرع قبل حدوثه.
تدخل ناسا في جهاز اكتشاف الصرع كان من خلال استقبال الطّالب أحمد غوشة في فلوريدا تقديراً لجهوده في الوصول إلى هذا الابتكار الذي يعدّ أحدث أجهزة كشف الصرع بصورة منفردة على الرّغم من صغر سنّه وضعف الإمكانات.
فما هي تفاصيل أحدث أجهزة كشف الصرع؟ وكيف استطاع غوشة تحقيق هذا الإنجاز غير المسبوق في الوطن العربي والعالم؟ وهل سيسهم تدخل ناسا في جهاز اكتشاف الصرع في استخدام الاختراع الجديد على نطاق عالميّ؟
لم يكن التّفكير في إمكانية التنبّؤ بالصّرع قبل حدوثه ممكناً قبل أن يقلب أحمد غوشة، وهو لا يزال طالباً في المرحلة الثّانوية، موازين الممكن ليُقدم منفرداً على اختراع جهاز من شأنه أن يكشف عن الصّرع قبل حدوثه بربع ساعة.
الذّكاء الاصطناعي حاضر بقوّة في الاختراع المصمّم ليكون جهاز يتنبأ بالصرع قبل حدوثه من خلال ربطه مع الدّماغ وقراءة الذّبذبات التي يرسلها للتنبّؤ بنوبات الصّرع.
ويأتي هذا الإنجاز غير المسبوق على مستوى العالم تتويجاً لشغف غوشة في مجال الهندسة الطبّية الحيوية وعمله المستمرّ على تطوير نفسه ومهاراته.
[the_ad id=”36456″]
وكان وجود جهاز يتنبأ بالصرع قبل حدوثه حلماً لمرضى الصّرع بهدف تحسين حياتهم وتقليل الآثار النّاجمة عن النّوبات التي يتعرضّون لها إلا أنّ غوشة من خلال جهاز Cerebro Alert استطاع أن يحوّل هذا الحلم إلى حقيقة.
ويسهم الجهاز الجديد في ضبط نوبات الصّرع والتحكّم بها بدرجة كبيرة خصوصاً أنّه يصاحبها فقدان الوعي وغيرها من الأعراض من هنا يعمل الجهاز من خلال تقنيتي الذّكاء الاصطناعي والاستشعار على قراءة التّخطيط الكهربائي لدماغ الإنسان.
[the_ad id=”36456″]
ويعمل الجهاز من خلال منصّة الأردوينو، وهي منصّة مفتوحة المصدر تستخدم لبناء المشاريع الإلكترونية، ليفسّر بيانات المرضى من خلال ذبذبات الدّماغ “سربرو أليرت” ومن ثمّ معالجتها وإعدادها عبر تكنولوجيا التعلّم العميق.
ويرتبط الجهاز بالهاتف المحمول من خلال تطبيق يهدف إلى ربط جهاز الاستشعار مع نموذج التعلّم العميق ويستقبل الذّبذبات الدّالة على حالة الصّرع والتنبّؤ بوقت الإصابة من خلال ما يسمّى بالشّبكات العصبية الالتفافيّة.
وينبّه الجهاز المريض وأهله من خلال الرّسائل القصيرة على الهاتف الأمر الذي يتيح الفرصة للتدخّل الطبّي السّريع والفاعل فضلاً عن إمكانية التّعامل بصورة أفضل مع النّوبات وكذلك توثيقها لتحليل المعلومات عقب ربطها ببعضها البعض الأمر الذي يعود بالفائدة على المريض على المدى الطّويل.
هذا الجهاز الذي يعدّ بمثابة أمل كبير لمرضى الصّرع خصوصاً أنّ النّوبات المتكرّرة قد تسبّب الموت المفاجئ، كما أنّ ما توصّل له العلماء لم يتجاوز الكشف عن حالات الصّرع الحادّة خلال فترات محدّدة.
ففي عام 2018 توصّل علماء هولنديّون إلى اختراع سوار من شأنه الكشف عن 85% من حالات الصّرع الحادّة أثناء اللّيل.
[the_ad id=”36456″]
هذه الاكتشافات المحدّدة جعلت من اكتشاف غوشة حدثاً هامّاً يستحق أن يحتفى به في ناسا حيث تمّ استقبال الشّاب الذي يبدو أنّه على أعتاب دخول العلم من أوسع أبوابه.
لم يكن اختراع غوشة جهاز يتنبأ بالصرع فقط بل أيضاً يستخدم عدداً محدوداً من الأقطاب الكهربائية الأمر الذي يسهّل الحياة اليومية للمريض ويركّز على تحليل الفصّ الصّدغي للدّماغ ما يشمل 60% من جميع النّوبات البؤريّة بوصف هذا الكشف هو الأكثر شيوعاً لدى المرضى.
وما يضاعف من أهمّية الاختراع كذلك سهولة استخدامه بحسب الأبحاث التي تمّ إجراؤها وتكلفة إنتاجه البسيطة وبالتّالي إمكانية استخدامه على نطاق واسع.
لا يزال الطّريق حافلاً بالإنجازات لغوشة الذي يعمل بصورة حثيثة الآن على تطوير اختراعه وتعزيز استخدام تقنيات الذّكاء الاصطناعي فيه.
سوف تساعدنا أفكارك في تقديم أفضل خدمة.