مرض عالمي
كورونا الجديد
لم نلتقط أنفاسنا بعد من جائحة كوفيد! بالفعل لم نتعافى نفسيّاً ولا حتى اقتصاديّاً، أليس كذلك؟ بكل أسف لم يمنع ذلك أشباحاً أخرى لأمراض وجائحات تلوح بالأفق يحذّر منها الخبراء من منظمة الصحّة العالمية ومنظّمات أخرى، وحتى ناشطين مستقلّين. ما القصّة؟
في عالم يزداد تعقيداً وترابطاً، تُصبح الأمراض المعدية تهديداً متزايداً للصّحة العامّة العالميّة. وفي الآونة الأخيرة، حذّرت منظّمة الصّحة العالمية والعديد من خبراء الصحة من احتمال انتشار جائحة جديدة، وتشير التوقعات إلى أن هذه الجائحة قد تكون من فئة أمراض انتشرت مسبقاً، إلّا أنّها “نسخة محدّثة”، حيث أصبحت الجائحات أيضاً تمتلك تحديثات حالها كحال الهواتف الذكيّة والأجهزة الإلكترونية! ألا ترون ذلك؟
بحسب تصريحات نقلتها وسائل إعلام متعدّدة مثل RT، والجزيرة نت وغيرها، فإن الجائحة القادمة ستكون خطيرة حقاًّ، نقلت ما نصّه: “بعض الخبراء يعتقدون أن هذا المرض المحتمل قد يكون أكثر فتكاً بـ 20 مرة من كوفيد-19”.
بعد كثير من البحث الذي قام به فريق التّحرير، وجدنا أنّ معظم التقارير تدعم نظريّة انتماء الجائحة القادمة إلى “فئة انفلونزا الطّيور”، ولكن، ما هي أهم النّظريات التي تدعم هذه الآراء؟
شهد العالم في السنوات الأخيرة ظهور سلالات جديدة من فيروس إنفلونزا الطّيور ذات قدرة معدية عالية وشديدة الخطورة على البشر.
من بين هذه السلالات، سلالة H5N1، التي تسببت في العديد من حالات الوفاة لدى البشر في مختلف أنحاء العالم. أضف إلى ذلك ازدياد حالات انتقال عدوى إنفلونزا الطيور من الحيوانات إلى البشر، حيث أصبحت حالات انتقال عدوى إنفلونزا الطيور من الحيوانات إلى البشر أكثر شيوعاً، وذلك بسبب عوامل مختلفة مثل التّغيرات المناخيّة وتوسّع نطاق التجارة الحيوانية.
قد تؤدي التّغيرات المناخيّة إلى تغيّرات في أنماط هجرة الطيور وانتشار الفيروسات، ممّا يزيد من خطر ظهور سلالات جديدة من فيروس إنفلونزا الطيور وانتشارها.
لا تزال العديد من الدّول حول العالم غير مستعدّة لمواجهة جائحة جديدة، حيث تفتقر إلى الموارد والبنية التحتية اللازمة للتعامل مع مثل هذا الحدث المتمثّل في مرض عالمي جديد.
ما هي المخاطر المحتملة لجائحة جديدة من إنفلونزا الطيور على وجه الخصوص؟
يمكن أن تنتشر سلالات إنفلونزا الطيور الجديدة بسرعة كبيرة بين البشر، ممّا قد يؤدي إلى تفشّي المرض على نطاق واسع.
قد تكون بعض سلالات إنفلونزا الطيور مميتة للغاية، ممّا قد يؤدي إلى ارتفاع معدلات الوفيات بين المصابين.
قد يؤدي تفشّي المرض على نطاق واسع إلى إرهاق أنظمة الرعاية الصحية، ممّا قد يؤدي إلى نقص في الأسرة والأدوية والمعدات الطبية.
يمكن أن يكون لجائحة واسعة النطاق آثار مدمرة على الاقتصاد العالمي، كما يمكن أن تؤدي إلى اضطرابات اجتماعية واسعة النطاق.
لأنّنا هنا في معرض تعزيز “الوقاية” وليس التّخويف أو نشر الذّعر، نقدّم بين أيديكم أهم خطوات الوقاية والاستعداد، خصوصاً بعدما باغتتنا الجائحة السابقة جميعاً:
من المهم الاستمرار في مراقبة سلالات فيروس إنفلونزا الطيور الجديدة وتتبع انتشارها.
يجب على الدول الاستثمار في تعزيز أنظمة الرعاية الصحية الخاصة بها لجعلها أكثر استعدادًا لمواجهة الجوائح.
يجب على العلماء الاستمرار في العمل على تطوير لقاحات وعلاجات جديدة لفيروسات إنفلونزا الطيور.
يجب على الدّول التّعاون على المستوى الدّولي لمشاركة المعلومات والخبرات والاستعداد لجائحة جديدة.
ختاماً، بينما لا يمكننا التنبؤ بموعد أو مكان حدوث جائحة جديدة، فمن المهم أن نكون مستعدين لمواجهتها، من خلال العمل معاً لتقليل المخاطر، وتقليص مدّة التعافي الاجتماعي والاقتصادي. حقاً، تغيّر عالمنا كثيراً في سنوات معدودة، وأصبحت هناك الكثير من الأحداث والأمور التي لم تكن معتادة، أليس كذلك؟ أم أنّها متكرّرة الحدوث لكنّها في أيّامنا هذه تُنقل على الهواء مباشرة؟
سوف تساعدنا أفكارك في تقديم أفضل خدمة.