لطالما كانت الصحة النفسيَة عند معظم الأشخاص شيئاً غير مهم، ظنًا منهم أنها غير موجودة، وأن الصحة تكون صحة الجسد فقط، فلا يمكن لنفسية الشخص أن تمرض أو تكون بحاجة إلى علاج أو مساعدة، وهذه المعتقدات خاطئة، ولقد حان الوقت لكي تتغير!
إنها مهمة جدًا، ورُبما تكون أهم أو بنفس أهمية الصحة الجسدية، لذلك علينا أن نكون حذرين بالتعامل معها. كأشخاص مُنشغلين في حياتنا اليومية، لا نُراعي أنفسنا، فتتراكم علينا الكثير من الضُغوطات والمشاكل، ولا نجد الطريقة الصحيحة للتنفيس عن أنفسنا، أو لربما نفعل ذلك بطريقة خاطئة، ولكن ما سأقوله الآن سوف يغير نظرتك إلى ما كنت تفعله لتشعُر بطريقة أفضل!
بإمكاننا القول أنها دواء طبيعي لنفسية أفضل.
هل جربت أن تمشي في الهواء الطلق عندما تشعر بالضيق؟ ألم تشعر بكل الطاقة السلبية يتم سحبها، ابتداءً من رأسك وحتى تخرج من أسفل قدميك؟!
هل جربت أن تركض وأنت في غاية الغضب، وعندما تتوقف وتلتقط أنفاسك؛ لتأخد ذلك النفس الطويل، فتشعر أن الغضب قد زال؟ هل جربت أن تمارس رياضتك المفضلة عندما تكون بغاية الحزن، فيذهب كل هذا ويُستبدل بشعور السعادة؟
نعم، كل هذا يحدث عندما تكون في حالة نفسية غير مستقرة! وتحتاج إلى شيء يمتص كل ذلك التعب النفسي، ولديك الحل.
لقد أُثبت علميًا أن الرياضة من العوامل الأساسية التي تُحسّن الصحة النفسيَة، حيث تعمل على جعلك أكثر سعادة وتزيد من استقرارك الذهني. وهي لا تؤثر عليك فقط في الوقت الحاضر، بل أيضًا عندما تكبُر، حيث تحميك من الكثير من الأمراض التي يمكن أن تؤذيك .
الجانب الأهم؛ أنها تجعلك أكثر إقبالا على الحياة، حيث تكون كما لوحة مُفعمة بالألوان مع الكثير من الإبداع بداخلك، ستكون شخصاً يرى الأمور من منظور مختلف غير تقليديا، مما يجعلك مميزًا ولديك قابلية أكثر للإبداع والتجدد. سوف تُعلّمك الصبر والانضباط، لأنها تحتاج إلى جهد كبير جدًا، وعليك أن تتحمل لتصل إلى هدفك.
هنالك العديد من أنواع التمارين الرياضية التي سوف تجعلك منتظماً على ممارستها، وستُغير حياتك وتجعلك تشعُر بالشغف، ومنها: التنس، السباحة، الملاكمة، اليوغا، والكثير الكثيرغيرها، وأيضاً ما نُمارسه بشكل كبير ومتكرر؛ مثل التمارين الرياضية اليومية والمشي والركض.
لن يكون بالشيء السهل أن تجعلها جُزءًا من حياتك، ومن روتين يومك الأساسي، ولكن جرِّب ممارسة الرياضة لفترة من الزمن، ولاحظ آثارها على صحتك النفسيَة، وعندها سوف تقتنع بأنها أهم جزء في حياتك والأكثر متعة وضرورة، وأيضاً الجزء الذي ترغب في ممارسته باستمرار، من أجل نفسك ولأنك تستطيع.
إبدا بشكل تدريجي، بحيث لا يكون شيئاً مرهقاً، ومع مرور الوقت، قُم بزيادة حمل التدريب تدريجياً حتى تعتاد عليه.
إذاً لنفسية أفضل، كل ما عليك فعله هو أن تجعل الرياضة أسلوب حياة لك، لأنها ليست مجرد وسيلة حتى تخسر الوزن، أو طريقة حتى تحصُل على جسد مثالي، إنها مختلفة كل الاختلاف عن ذلك، فهي حياة تعلّمك كيف تبني ثقتك في نفسك، وطريقة صحيّة لتفريغ كل طاقة سلبية بداخلك، دون الاضطرار لفعل ذلك بالعنف، أو إيذاء الآخرين، أو حتى التدخين والانحراف. الرياضة تُعلّمك كيف تُحب نفسك، وتهتم بصحتك وتعيش حياة أكثر صحةً، ماذا تنتظر بعد؟! ابدأ بتمارينك الآن!
سوف تساعدنا أفكارك في تقديم أفضل خدمة.