هل أصبحت حياتنا تدور في فلك منصة فيسبوك؟ قد يبدو هذا السؤال مستهلكاً، ومتأخراً قليلاً. فعملاق عالم التواصل الإجتماعي يسيطر على كافة تفاصيل حياتنا وأعمالنا، ماضينا وحاضرنا ومستقبلنا. وأصبح مارك زوكربيرج مؤسس فيسبوك الرجل الأشهر والأقوى في العالم، يحمل مفاتيح مخزن أسرارنا ويملك كل المعلومات عن كل واحدٍ منا، بل ولا يتوانى عن التأكيد لنا بأنه يتحمل مسؤولية حماية بياناتنا، وإذا لم يتمكن من ذلك فإنه لا يستحق خدمتنا.
لكن يبدو أن زوكربيرج دخل في دوامة من الاتهامات والفضائح حول فشله في حماية بيانات المستخدمين، من قضية التدخل الروسي في الانتخابات الأمريكية الأخيرة إلى فضيحة كامبريدج أناليتيكا، وصولاً إلى الحدث الأسوأ في تاريخ شركته. إذ استيقظ الملايين من مستخدمي تطبيق «فيسبوك» يوم السادس عشر من أيلول الماضي على رسالة تطلب منهم إعادة إدخال كلمة المرور من أجل الولوج مرة أخرى إلى حساباتهم الخاصة.
الرسالة لم تحمل الكثير من المعلومات عن سبب الخروج من الحساب أو أي تفاصيل أخرى، ليصدر لاحقاً البيان الرسمي عن مارك زوكربيرج نفسه معلناً أنه حدث اختراق لقاعدة بيانات الشركة وتمكّن المخترقون من الولوج إلى بيانات أكثر من 50 مليون مستخدم. فمن يتحمل مسؤولية حماية بياناتنا يا عزيزي مارك!
هذه القضية اتخذت منحاً جديداً بعد إعلان البرلمان الأوروبي بأنه يتوجب القيام بعملية تدقيق مفصلة لشركة فيسبوك لتقييم حماية وأمن البيانات الشخصية للمستخدمين، واعتبر أن الشركة اخترقت ليس فقط ثقة المستخدمين الأوروبيين بل قانون الاتحاد الأوروبي.
اتضح أن ميزة View as كانت السبب وراء عملية الاختراق. والمفارقة أن هذه الخاصية أنشئت خصيصاً بهدف تمكين المستخدم من التحقق من خصوصيته ومراقبة ما يراه زائر صفحته الشخصية من بيانات، وبالتالي يتمكن من التحكم بالمعلومات التي يريد إخفائها أو إظهارها للأصدقاء ولغير الأصدقاء. لكن قراصنة التكنولوجيا أو ال Hackers قاموا باستهداف رمز هذه الميزة وسرقوا “رموز الوصول”، أو بعبارة أخرى، استخدموها للوصول إلى حسابات الأشخاص. أطلق فيسبوك هذه الميزة للمرة الأولى عام 2017، لكن عملية الاختراق حدثت مؤخراً لذلك من الصعب تحديد وقت حدوث الاختراق أو معرفة المدة التى كان القراصنة خلالها قادرين على الوصول إلى البيانات.
عملية الاختراق هذه، وعلى الرغم من تأكيدات فيسبوك أنها انتهت وأن حسابات المستخدمين الآن آمنة، لكن هذا لا ينفي حقيقة أن الهاكرز، قد يكونوا حصلوا على بيانات المستخدمين بما فى ذلك الصور والدردشات والرسائل الشخصية والإعجاب وكل ما لديهم على Facebook قد تعرض للاختراق. كما أن الشركة قالت أنها ليست على علم إذا كانت الجهات المخترقة تمكنت من الوصول إلى المعلومات الخاصة أو البنكية الخاصة بالمستخدمين وأساءت استخدامها.
من جهة ثانية تضاربت التقارير حول عدد الحسابات التي تم اختراقها، إذ أشارت بعض هذه التقارير إلى أن العدد وصل إلى 90 مليون، 50 مليوناً منهم تعرضوا للاختراق، وتمت عملية الاستيلاء على 40 مليوناً آخرين، نظرا لأنهم استخدموا ميزة View as أيضاً. إلا أن إدارة فيسبوك حسمت الجدل بإعلانها أن عدد الحسابات التي تم اختراقها هي فقط 30 مليون وأضافت أنها ستخبر هؤلاء المستخدمين بشكلٍ مباشر بتوضيح المعلومات التي قد يكون القراصنة Hackers قد وصلوا إليها، بالإضافة إلى الخطوات التي يمكنهم اتخاذها للمساعدة في حماية أنفسهم من أي رسائل إلكترونية مريبة أو رسائل نصية أو مكالمات.
قد لا تكونوا من ضمن الأشخاص الذين تم اختراق حسابهم، إلا أن ذلك لا يمنع من قيامكم بإجراء احترازي من خلال تغيير كلمة السر الخاصة بحساباتكم، والتأكد من تفعيل أداة الحماية “التحقق بخطوتين” two factor authentication، وأن رقم الهاتف المرتبط مع حسابكم هو رقم الهاتف الصحيح الخاص بكم.
سوف تساعدنا أفكارك في تقديم أفضل خدمة.