المستشفى الافتراضي سيرى النّور قريباً في الأردنّ بحسب آخر تصريحات وزير الصّحة، الاستاذ الدكتور فراس الهواري، وستكون انطلاقته من السّلط ما يعني بأنّ عدداً أكبر من المرضى سيتمكّنون من الحصول على الرّعاية الصّحية المناسبة عن بعد.
يأتي إنشاء المستشفى الافتراضي في الأردن في إطار التحوّل الذي يشهده العالم في مجال الطّب والتّداوي عن بعد ودوره المحوريّ في التغلّب على التحدّيات التي يواجهها القطاع الصّحي؛ مثل عدم وجود أسرّة كافية وارتفاع عدد المرضى الذين يحتاجون لرعاية صحية فضلاً عن ارتفاع التّكاليف التّشغيلية لخدمات الرّعاية الصّحية وغيرها.
أهمّ تقنيات العلاج عن بعد
تتمثّل فكرة إنشاء مستشفى افتراضي في الأردن الذي سيطلق عليه اسم “وي كير” في تقديم الرّعاية الصّحية للمواطنين وهم في بيوتهم على أيدي كوادر طبيّة متخصصة.
وفي الوقت الذي يحصل فيه المرضى على الخدمات الأساسية في بيوتهم، لن يحتاجوا إلى القدوم إلى المستشفى لغايات العمليّات الجراحية والرّنين المغناطيسي والتّصوير المقطعي.
ويسير الأردن على خطى عالميّة لتعزيز التّقنيات التّكنولوجية في المجال الطبّي وخدمة أكبر عدد ممكن من المرضى بالرّعاية الصّحية عن بعد وإنشاء مستشفى افتراضي في الأردن يندرج ضمن خريطة متكاملة للمستشفيات الافتراضية أنشأتها وزارة الصّحة.
وستتعاون وزارة الصّحة مع وزارة الاقتصاد الرّقمي والرّيادة من أجل تأسيس المستشفى الافتراضي الذي سيحصل من خلاله المرضى على خدمات الرّعاية الصّحية من خلال التّقنيات الحديثة وتقنيات الرّعاية الصّحية الافتراضية.
ويمضي الأردنّ قدماً في هذه الخطوة الهامّة حيث سيتمّ ربط المستشفى الافتراضي مع المستشفيات الكبرى، الأمر الذي سيخفّف الضّغط بصورة كبيرة على القطاع الصّحي وسيحد من التحدّيات التي تثقل كاهله.
ومن الجدير بالذّكر أنّ أوّل مستشفى افتراضي سيكون مقرّه في مستشفى السّلط القديم بالنّظر إلى امتلاكه بنية تحتية كبيرة، وستتواجد في المستشفى وحدة تحكّم ستتولى مسؤولية الاطّلاع على عدد الأسرّة الموجودة في المستشفيات الحكومية والخاصّة لنقل المريض إلى المستشفى المناسب بسرعة في حال استدعت الحاجة إلى ذلك.
ويطرح السّؤال نفسه حول كيفيّة عمل هذا المستشفى والطّريقة التي سيستقبل بها المرضى وأهمّ الخدمات التي سيتمّ تقديمها.
سيتبّنى المستشفى الافتراضي أهمّ تقنيات العلاج عن بعد والتي تشمل:
1- تقديم الخدمة عبر الأجهزة المحمولة واللّوحية والهواتف الذّكية
2- عربة متنقّلة يمكن من خلالها للممّرض أو اختصاصي الرّعاية الصّحية تقديم خدمات الرّعاية الصّحية في أماكن عدّة
3- نظام متكامل يربط مقرّ المستشفى الافتراضي بباقي المستشفيات ويمكن باستخدامه تحديد حالة المريض والخطوات القادمة لعلاجه
في ظلّ التوجّه العالمي لتشجيع تقديم الخدمات الطبّية عن بعد خصوصاً في أعقاب جائحة كورونا، كان من الضّروري أن يحذو الأردنّ حذو العالم.
من هنا، تم التقدّم بمشروع نظام الرّعاية الصّحية والطبّية عن بعد لعام 2023 والذي وافق مجلس الوزراء على الأسباب الموجبة له.
سيكون بمقدور الأشخاص الذين يقطنون في المناطق النّائية أو الرّيفية الحصول على الرّعاية الصّحية اللّازمة دون تأخير حيث سيحول المستشفى الافتراضي دون التحدّيات النّاجمة عن العوائق الجغرافية التي تصعب على المرضى الوصول إلى الرّعاية التي يحتاجونها.
كما وسيقلّل المستشفى الافتراضي الحاجة لنقل الكوادر إلى المستشفيات البعيدة أو نقل المريض إلى مستشفيات أخرى وذلك بفضل آليّة عمله ونظامه الذي سيسمح للطّبيب قراءة الصّور والفحوصات الطّبية، إضافةً إلى أنّه يصدر التّقرير ويرسله إلى الطبيب في المستشفيات الطّرفية.
وسيخضع المستشفى الافتراضي لنظام الطّبابة عن بعد الذي يمرّ حاليّاً بالمراحل التّشريعية عند اللّجنة القانونية في رئاسة الوزراء.
تشكّل هذه الخطوة بكلّ تأكيد قفزة كبيرة ونقلة نوعية في مجال الرّعاية الصّحية في الأردنّ حيث ستحسّن من نوعيّة الخدمات المقدّمة وستخفف العبء عن الكوادر الطبّية.
سوف تساعدنا أفكارك في تقديم أفضل خدمة.