تطوير الطب
هناك العديد من أوجه القصور في نظام الرعاية الصحية التي تهدف التكنولوجيا إلى معالجتها، ووجه القصور الأول هو التخصيص المناسب للموارد البشرية والمادية والذي يمكنه المساعدة في توفير الوقت والجهد والمال، وهو الأمر الذي سيجعل من الرعاية الصحية -وهي حق أساسي من حقوق الإنسان- متاحة للجميع.
كما تتيح الأتمتة في التصنيع مزيدا من الدقة في صناعة الأجهزة والأدوية، مما يلغي إمكانية حدوث أخطاء كتلك التي كانت تحدث باستخدام الطرق اليدوية والتقليدية السابقة.
تعمل التكنولوجيا أيضا على زيادة نطاق الجمع بين التقنيات، مثل استخدام الروبوتات والعلاج عن بعد، والتي ستساعد على تقديم الرعاية الصحية اللازمة في المناطق النائية التي يصعب الوصول إليها.
وقد أدى وباء كورونا أيضا إلى تسريع الابتكار في مجال التكنولوجيا الصحية، وهو ما استدعى وجود تعاون دولي عالمي بين مختلف الدول لجمع وتحليل البيانات الضخمة في ذلك الوقت القصير الذي استغرقه الفيروس للانتشار على مستوى العالم.
ويتطلع الطب إلى التكنولوجيا لسد الفجوات التي كشفها الوباء، ومن المتوقع أن تكون بروتوكولات الرعاية الصحية، والكفاءة في تطوير الأدوية واللقاحات وطرق إنتاجها، وأدوات الأمان والحماية اللازمة في طليعة الابتكارات المستقبلية.
إن الطب النانوي وأجهزة التتبع الصحية الأكثر ذكاء ووجود مختبرك في شريحة إلكترونية تحملها معك هي بعض تقنيات العقد المقبل التي يتم العمل عليها حاليا، ويمكن أن يساعد إتقان هذه التقنية أيضا في تخصيص الرعاية الصحية، وهو مطلب أساسي للبشرية في المستقبل.
ستقضي التكنولوجيا على الطرق الطبية المتبعة حاليا، والمتمثلة في تقديم الرعاية الطبية للمجموعة وكأنها شخص واحد، والتي لا تأخذ بعين الاعتبار الاختلافات الدقيقة بين البشر، فالطب المستقبلي هو طب تخصصي، حيث سيتم تقديم العلاج المناسب لكل شخص على حدة وبما يناسب وضعه وجسده الذي هو بصمته الخاصة.