“لغتنا التي حافظت على إرثها طوال القرون الماضية، لها الحق علينا أن ننشر محتواها في كل مكان، وأن نشجع الأبحاث بحروفها، لنحافظ عليها لغة عالمية قوية بجذورها التاريخية. فلغة الضاد، لغتنا”. بهذه الكلمات خاطب ولي عهد الأردن الأمير الحسين بن عبد الله الثاني العالم، مطلقاً مبادرة مميزة حملت إسم مبادرة “ض” تهدف إلى الحفاظ على اللغة العربية.
ندرك نحن الناطقون بلغة الضاد أن لغة القرآن، لغة أجدادنا، لغة حضارتنا، لغة وجودنا باتت مهددة. ولم يعد ينفع البكاء على الأطلال والتغني بأمجاد الماضي، بل المطلوب جهد استثنائي ومتكامل وجامع للنهوض باللغة العربية والحفاظ على استمراريتها لا سيما بين الأجيال الشابة، أجيال المستقبل.
مبادرة “ض” حددت أهدافها ومسيرة عملها التي تضمنت ما يلي:
– الحفاظ على مكانة وألق اللغة العربية.
– تطوير تقنيات لتمكين اللغة العربية رقمياً وإثراء المحتوى العربي على الانترنت.
– العمل على إعداد سفراء للغة العربية لاستخدامها في مختلف ميادين المعرفة.
– إنشاء وتعزيز المنصات المختلفة للتواصل باللغة العربية واستخدامها في كافة مجالات الحياة العملية والعلمية والتكنولوجية وغيرها.
وتكمن أهمية مبادرة “ض” تركيزها على تطوير التقنيات الكفيلة بتمكين اللغة العربية في العالم الرقمي وإثراء المحتوى العربي على الإنترنت، كما جاء في خطاب ولي العهد. فعلى أرض الواقع، يواجه القُرّاء العرب تجربة منقوصة أو غير مترابطة على الانترنت عندما يحاولون البحث عن أحدث الاتجاهات العالمية أو أي معلومة تتعلق بالتكنولوجيا، إذ يشكل المحتوى العربي على الانترنت 3% فقط من المحتوى المنشور على الانترنت.
وتستهدف المبادرة الشباب العربي من خلال العمل على تمكينهم وتزويدهم بالمهارات اللازمة لكي يكونوا سفراء عالميين للغتهم الأم “العربية”، مع حرصها على اعتماد أحدث التكنولوجيات لإبراز مكانة وجمالية اللغة ومحاكاة الشباب بأسلوب شيّق وسلس، يتناغم مع طريقة تفكيرهم وتطلعاتهم.
وتضع المبادرة على رأس أولوياتها إقامة فعاليات متنوعة في مختلف محافظات المملكة، لكي تشمل المبادرة كافة المناطق الأردنية، حيث من المقرر أن تتعاون مع مؤسسات وجهات فاعلة ونشطة في هذا المجال.
وترافق الإعلان عن مبادرة “ض” مع إطلاق موقع إلكتروني خاص بها هو inarabic.cpf.jo. سيتيح الموقع الفرصة أمام جمهور واسع ومتنوع للإضطلاع على كافة البرامج والأنشطة التي ستقام في إطار المبادرة، بالإضافة إلى نشر كافة الشروحات المتعلقة بأهداف المبادرة وإطار عملها.
يتحدث اللغة العربية أكثر من 422 مليون نسمة يتوزعون بشكل أساسي في الوطن العربي. إلا أن وحسب تقرير اليونيسكو فإن اللغة العربية من بين اللغات المهددة بالإنقراض في القرن 21. ومبادرة “ض” من شأنها أن تشكل خطوة مهمة في إطار الجهود لتعزيز مكانة اللغة ومنعها من الإنقراض.
سوف تساعدنا أفكارك في تقديم أفضل خدمة.