ما هو، وما علاقته بفيضانات الخليج؟
شاهد العالم مؤخراً مجموعة من العواصف القويّة التي ضربت الإمارات ومناطق أخرى من دول الخليج، والتي شهدت هطولات قياسيّة للأمطار بين يومي 15 و 16 أبريل 2024، تاركةً وراءها أضراراً ماديّة واسعة النطاق وفيضانات لم تشهدها البلاد منذ 75 عاماً وقد امتدّ تأثير العواصف والأمطار “الهائلة “إلى دول أخرى مجاورة أهمّها “عُمان” والتي شهدت كوارث حقيقيّة وأضرار ماديّة كبرى أيضاً. وتأتي هذه الكارثة الطبيعية في الوقت الذي تُواجه فيه المنطقة تغيّرات مناخيّة تؤثّر بشكل كبير على أنماط هطول الأمطار، ممّا يثير تساؤلات حول دور تقنية الاستمطار الصناعي في تفاقم حدة هذه العواصف خصوصاً بعد التقارير التي تفيد بأن دولة الإمارات العربية قامت بعمليّة استمطار صناعي قبل العاصفة بفترة وجيزة!
شهدت الأيام التي سبقت العواصف، إصدار السلطات الإماراتية أوامر إلى المركز الوطني للأرصاد لـ “حقن” مواد كيميائيّة في السّحب، في محاولةٍ لاستمالة بعض الأمطار للتخفيف من حدة الجفاف الذي تعاني منه البلاد وهي العملية التي تسمى الاستمطار الصناعي. وبحسب تقرير صادر عن مصادر رسميّة، فإنّ الإمارات ليست الدولة الوحيدة التي تلجأ إلى تقنية الاستمطار الصناعي، حيث تُستخدم هذه التقنية في العديد من الدّول حول العالم لزيادة هطول الأمطار.
حقيقةً، لا يوجد جواب واضح حتى الآن، فمن ناحية، يرى بعض الخبراء أن تقنية الاستمطار الصناعي قد تكون ساهمت في زيادة كميّة الأمطار التي هطلت على الإمارات، مما أدّى إلى تفاقم حدّة الفيضانات. بينما يرى آخرون أنّ تأثير هذه التقنية كان محدوداً، وأنّ العوامل الطبيعيّة، مثل التّغيرات المناخية، لعبت دوراً أكبر في شدّة العواصف.
كيف يحدث الاستمطار؟ وما هي تحدّياته؟
تُشير تقنيات الاستمطار الصناعي إلى مجموعة من الأساليب التي تهدف إلى زيادة هطول الأمطار من خلال التدخّل في دورة الماء الطبيعيّة، وتعتمد هذه التقنيات على استخدام مواد كيميائيّة، مثل يوديد الفضة، أو جزيئات ثلج جافّة، يتم رشّها في السّحب لزيادة فرص تكوين قطرات الماء وتساقطها.
تواجه تقنية الاستمطار العديد من التحديات، أبرزها:
تشكّل أغلب الحلول البديلة المطروحة أساليب وقائيّة، وتوجيهات عامّة “استباقيّة” للحفاظ على كميّات المياه الموجودة وتقليل الهدر قدر الإمكان، كما أنّه من الضروري البحث عن حلول بديلة أكثر استدامة لمعالجة مشكلة الجفاف وضمان الأمن المائي، مثل:
لا تزال فعالية تقنيات الاستمطار موضع جدل علمي، فبينما يرى بعض الخبراء أن هذه التقنيات تُسهم في زيادة هطول الأمطار بنسبة تتراوح بين 5% و 20%، يشكك آخرون في فعاليتها ويُحذرون من مخاطرها البيئية.
تواجه تقنيات الاستمطار العديد من التحديات، أبرزها:
ختاماً، تجدر الإشارة إلى أنّه مع استمرار تطوّر التّكنولوجيا والبحث العلمي في مجال الاستمطار الصناعي، يبدو أن المستقبل يعد بفرص هائلة لتحويل هذه التقنية إلى حلٍّ جذريّ لمشاكل الجفاف ونقص المياه في العالم. فإذا تم تحسين كفاءة العمليّات وتقليل التّكلفة، فإنّ الاستمطار الصناعي قد يصبح أداة فعالة ومستدامة لزيادة إمدادات المياه وتعزيز الزّراعة والبيئة. ومع تبنّي الحكومات والمنظّمات الدوليّة للتّكنولوجيا ودعمها، يمكن أن يكون للإنسان دور فعّال في تحقيق توازن مستدام مع الطّبيعة وتحسين جودة حياة الأفراد والمجتمعات في جميع أنحاء العالم.
سوف تساعدنا أفكارك في تقديم أفضل خدمة.